Showing posts with label سلطنة عُمان. Show all posts
Showing posts with label سلطنة عُمان. Show all posts

Wednesday, 24 August 2022

عمان .. إضاءات تاريخية ومواقف معاصرة مشرفة

 



خميس بن عبيد القطيطي


https://alwatan.com/details/478897

 

المواقف السياسية المشرفة التي عرفت بها سلطنة عُمان والتي سجَّلت متلازمة عُمانية، خصوصا خلال العقود الخمسة الأخيرة، ليست جديدة على عُمان، بل لها أساس ثابت رصين منذ عرفت عُمان. ولسنا هنا بصدد تعداد تلك الإضاءات العُمانية إجمالا، ولكن نستعرض بشكل سريع أبرز تلك الإضاءات التاريخية للولوج إلى الحاضر المشرق لهذا البلد الذي يستكمل منظومة العقد المضيء في تاريخ الدولة والحضارة والامبراطورية .

تذكر المصادر التاريخية أن مالك بن فهم هو أول من أسَّس كيانا سياسيا في عُمان في القرن الميلادي الثاني، حيث جاء إلى عُمان مع قومه من الأزد ووجد الفرس في عُمان فحاربهم في معركة تاريخية تسمى معركة “سلوت” وكانت هذه المعركة إحدى أهم ثلاث معارك انتصر فيها العرب على الفرس قبل الإسلام. وهناك مصادر تاريخية تحدثت عن هذا القائد القحطاني العظيم الذي حكم عُمان لسنوات طويلة، ومن طرائف القول إن مالك بن فهم أراد اختبار يقظة ابنه سليمة وقد كان يحرسه في تلك الليلة وهو أصغر أبنائه وأحبهم إلى قلبه والذي حكم عُمان من بعده فرماه بسهم أصابه فلما أيقن مالك من وفاته قال مرثية قصيرة أخذ منها العرب المثل: أعلمه الرماية كل يوم فلما اشتد ساعده رماني. ثم استمر حكم أبناء مالك بن فهم في عُمان واستمرت عُمان كأحد الكيانات السياسية المعروفة قبل الإسلام وبعده.

الإضاءة العُمانية الأهم التي يشار إليها بالبنان في حديث الرسول الكريم محمد عن أهل عُمان، وهو من الأحاديث الصحيحة، حيث بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا إلى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ، فَسَبُّوهُ وَضَرَبُوهُ، فَجَاءَ إلى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ أَنَّ أَهْلَ عُمان أَتَيْتَ مَا سَبُّوكَ وَلَا ضَرَبُوكَ) رواه مسلم (رقم/2544).

الثناء على مواقف عُمان لم يتغير أيضا في عهد الخلفاء الراشدين، وقد شارك العُمانيون في مختلف الفتوحات الإسلامية في عهد الدولة الإسلامية الأولى، خصوصا في العراق ومصر حيث كان الأزد من أبناء عُمان هم ثلة جيش عمرو بن العاص إلى مصر. والمعلوم أن عمرو بن العاص بعثه الرسول عليه الصلاة والسلام إلى عُمان قبل ذلك فدخلها سلما بلا خف ولا حافر، فكان له في عُمان موطئ قدم، لذلك اختار من أهلها الجيش في حملته الشهيرة إلى مصر، كما تولى قادة عُمانيون عددا من الحملات في بعض الفتوحات الإسلامية، خصوصا في فتوحات الهند والسند وغيرهما. وحافظت الدولة العُمانية في فترات طويلة من التاريخ على سيادتها، خصوصا في العهد الأموي وتعرضت عُمان لحملات أموية عنيفة بهدف إخضاعها، والحال لا يختلف كثيرا في عهد الدولة العباسية، فكانت عُمان بين استقلال وخضوع تتحول من تفكك وانقسام إلى وحدة تراب وطني لتقاوم الغزاة وتستعيد سيادتها، وهكذا هو الحال في معظم فترات التاريخ.

الدولة العُمانية في عصر النهضة الأوروبية أيضا كانت تُعد من أبرز الكيانات السياسية في المنطقة، ولكن ـ للأسف ـ كان ذلك في فترات حالكة للوطن العربي عموما إذا ما استثنينا لاحقا دولة محمد علي باشا في مصر، ومع أن الملاحين العُمانيين كان لهم دور محوري في الاكتشافات الجغرافية وهم من ساعد ماجلان في اكتشاف رأس الرجاء الصالح، بل وتذكر بعض المصادر أن الملاحين العُمانيين كان لهم السبق في اكتشاف أميركا، ويمكن للقارئ البحث في ذلك. ونظرًا لأهمية عُمان الجغرافية، كانت هدفا للقوى الاستعمارية؛ فقد تعرضت للاحتلال البرتغالي الغاشم خلال فترة سادها الانقسام الداخلي في النصف الأول من القرن السابع عشر فكان العُمانيون على الموعد، وربَّ ضارة نافعة حيث اجتمع أهل الحل والعقد في عُمان لتعيين قائد موحد اجتمع عليه أبناء عُمان فتم اختيار الإمام ناصر بن مرشد اليعربي ليوحد أبناء عُمان ويوجه مقدرات البلاد لمحاربة البرتغاليين في عام 1624م، لذا لم يطل الأمر كثيرا فتم محاصرة البرتغاليين في مسقط من قبل الجيش العُماني، إلا أن وفاة الإمام ناصر بن مرشد أجَّلت المهمة حتى تولَّى خلفه الإمام سلطان بن سيف اليعربي الذي استكمل مهمته الوطنية الأولى في محاربة البرتغاليين وطردهم، ثم خلفه الإمام سيف بن سلطان اليعربي “قيد الأرض” الذي انطلقت جيوشه لاجتثاث البرتغاليين في عموم المنطقة، ولاحقهم في سواحل إفريقيا، فقد كان الأسطول العُماني يتكون من مئات السفن ويُعد أقوى الأساطيل ومهابا بين الأساطيل الأوروبية الموجودة بالمنطقة. وبنهاية دولة اليعاربة دبَّ الخلاف بين العُمانيين ليجد الفرس الفرصة سانحة لاحتلال صحار العُمانية على ساحل بحر عُمان، فاجتمع أهل الحل والعقد مجددا لمبايعة الإمام أحمد بن سعيد مؤسس الدولة البوسعيدية عام 1744م وهي التي تحكم عُمان حتى اليوم، فقاد الإمام أحمد بن سعيد بنفسه جيشا عُمانيا لمحاربة الفرس وتم طردهم من عموم عُمان، بل لاحقهم في مناطق أخرى من الخليج (البحرين والبصرة)، فقد استنجد حاكم البصرة بالإمام بعد محاصرة الفرس للبصرة فأرسل الإمام أحمد أسطولا قويا لفك الحصار. وتذكر المصادر التاريخية أن الفرس مدوا سلاسل حديدية في شط العرب لمنع وصول الأسطول العُماني فقامت إحدى سفن الأسطول العُماني وتسمى “الرحماني” بقطع تلك السلاسل الحديدية وفك الحصار عن البصرة، وظل الخراج يأتي من البصرة مع رسالة شكر موثقة من قبل الخليفة العثماني .

لم تغب عُمان بعد ذلك عن المشهد السياسي بالمنطقة؛ نظرا لوجود امبراطورية عُمانية قوية، ويحمي دولتها جيش وأسطول قوي بل هو الأقوى في المحيط الهندي، وامتدت امبراطورية عُمان لتشمل أجزاء مترامية الأطراف شملت عُمان والساحل الشرقي لإفريقيا، ووصل نفوذها إلى الضفة الأخرى من الخليج، حيث ضمت إقليم بلوشستان وجواذر في عهد السيد سعيد بن سلطان فبرزت الحضارة العُمانية في العمارة والزراعة، وجلب السلطان سعيد زراعة القرنفل إلى زنجبار وازدهرت التجارة، وكان للعُمانيين دور مهم في تجارة طريق الحرير والتواصل مع الشرق الآسيوي. ومما يذكر هنا أن عُمان أرسلت حينها أولى السفن إلى الولايات المتحدة وعقدت اتفاقيات تجارية مع الولايات المتحدة، وعيَّنت أول سفير عربي في واشنطن هو الشيخ أحمد بن النعمان الكعبي أول مبعوث عُماني إلى الولايات المتحدة الأميركية أرسله السيد سعيد بن سلطان لتقوية العلاقات مع الولايات المتحدة ولشراء الأسلحة التي كان السلطان في حاجة إليها أثناء صراعه ضد الوجود البرتغالي في موزمبيق، حيث أبحر على ظهر السفينة سلطانة عام 1840م متوجها إلى ميناء نيويورك، ومع دخول الدول الاستعمارية بين الأشقاء في مسقط وزنجبار بدأ الانقسام والضعف والتراجع يأخذ مجراه بعد وفاة السيد سعيد بن سلطان، واستمرت حالة التراجع والضعف التي لازمتها ظروف الحربين العالميتين خلال القرن العشرين والتي أثرت بشكل مباشر على مختلف المناطق في العالم، وانتهى أخيرا ذلك التمدد العُماني من آخر قلاعها بالساحل الإفريقي في زنجبار عام ١٩٦٤م .

تولى السلطان قابوس الحكم في عُمان بتاريخ 23 يوليو 1970م فشهدت عُمان انطلاق نهضة عصرية حديثة انتشلت عُمان من الانقسام والظلام والعزلة إلى آفاق واسعة من المعاصرة والنهضة، فكانت نهضة عُمان التي أسَّسها السلطان الراحل قابوس ـ طيب الله ثراه ـ لتعيد عُمان إلى تولي دورها في قضايا الأُمة العربية، فكان لها أدوار مشرفة للمساهمة مع أشقائها العرب في دعم جبهات القتال في معركة العبور عام 1973م، ولم تتوقف أدوار عُمان عن محيطها العربي والإقليمي في قضايا عدة منها المقاطعة العربية لمصر، فكانت رؤية عُمان الثاقبة بأهمية محورية دور مصر وعدم مقاطعتها الذي سيؤدي إلى انزوائها أكثر فأكثر، فأدَّت عُمان دورا مهمًّا في عودة العلاقات العربية مع مصر، كما كان دورهامشرفا في محاولة إنهاء الحرب العراقية الإيرانية، وأخيرا أدَّت عُمان دورا محوريا في موضوع الأمن في منطقة الخليج وتهدئة التوترات، فحققت مساعيها نجاحا في إبرام اتفاق الإطار بمسقط عام 2015م للاتفاق النووي بين إيران ومجموعة (5+1). وحاولت عُمان قدر استطاعتها إبعاد شبح التوترات والحروب؛ لِمَا يُمثِّله ذلك من أزمات إنسانية تطول الشعوب في المنطقة، فقد كانت السياسة العُمانية التي أرساها السلطان قابوس تقوم على مبادئ وقِيَم إنسانية نبيلة هي أهم أسرار النجاح العُماني في علاقاتها الدولية.

لم تتوقف مساعي سلطنة عُمان في دعم القضية المركزية الفلسطينية، وسَعَتْ في كل مراحلها إلى تقديم كل ما من شأنه دعم الأشقاء في فلسطين في موقف عُماني ثابت لم يتزحزح، ولسنا هنا بصدد المزايدة على الدور العُماني، ولكن الأشقاء في فلسطين يدركون تلك المواقف العُمانية، واستمرت الأدوار العُمانية في العهد الجديد مع تولي جلالة السلطان هيثم بن طارق ـ حفظه الله ورعاه ـ مقاليد الحكم في البلاد، سواء في استمرار الدور العُماني لدعم القضية الفلسطينية أو تهيئة المناخ لعلاقات إقليمية عربية إيجابية وإصلاح العلاقات العربية عموما. وبرز الدور العُماني في أكثر من ملف أبرزها الملف اليمني الذي واصلت فيه عُمان دورها المشرف، وكذلك هو الحال في إطار العلاقات الدولية والتوازن بالعلاقات الإقليمية والدولية، والسعي الحثيث نحو تحقيق السلام الإقليمي والدولي.

الحقيقة نحن نفخر بالموقف العُماني الثابت والدائم في السياسة الخارجية، وخصوصا في دعم القضية الفلسطينية، ورغم الضغوطات التي مورست في أوقات سابقة والإغراءات أيضا لم تستطع تلك الضغوطات والحوافز زحزحة الموقف العُماني، وهذا يستند على تجربة تراكمية تاريخية عميقة أدركت معاني الأحداث والقضايا الدولية وفق آلية تقييم شاملة ودقيقة استندت إلى البُعد الإنساني في منهجها السياسي. ولا شك أن سلطنة عُمان تدرك مآلات أي علاقة مع كيان الاحتلال الإسرائيلي دون قواعد حقيقية للسلام ودونما انفراج واضح لقيام الدولة الفلسطينية وعودة الحقوق التاريخية الفلسطينية، ومن هنا فإن المواقف السياسية العُمانية تتسم بارتباط واضح مع استعادة حقوق الشعب الفلسطيني، وهو ما عبَّر عنه وزير الخارجية العُماني معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي من على منبر الأمم المتحدة في أكثر من مناسبة.

اليوم تتداول قضية رفض سلطنة عُمان السماح لعبور الطيران “الإسرائيلي” للمجال الجوي العُماني، وهو بلا شك يتوافق مع النهج العُماني الدائم الداعم لقضية العرب المركزية، فلا يمكن أن يتم تقديم تنازلات مجانية في الموقف العُماني مع وجود مواقف متزمتة من قبل كيان الاحتلال وفي ظل غياب الحقوق الفلسطينية، وبعيدا عما يراه الأشقاء العرب في موضوع العلاقات مع كيان الاحتلال “الإسرائيلي” فإن الموقف العُماني يثبت استقلاليته ووقوفه المبدئي والثابت مع حقوق الشعب الفلسطيني. ولا شك أن الموقف الرسمي العُماني الواضح المعزز بالموقف الشعبي وموقف المؤسسة الدينية هو موقف عُماني أصيل وراسخ لم ولن يتغير في مختلف الظروف، والمعيار هنا يرتكز على السلام وعودة الحقوق الفلسطينية وإعادة الاعتبار لهذه القضية، فلا يمكن الحصول على تنازلات مجانية، وعلى العرب جميعا العودة إلى المبادرة العربية للسلام المقترحة في قمة بيروت وعدم تقديم أية تنازلات طالما أن الطرف المحتل لم يقدم خطوة نحو السلام.

نعم كانت عُمان من الدول التي مدَّت خطوة إلى الأمام في وقت سابق، وفتحت المكتب التجاري الذي كان توازيا مع مرحلة يعتقد أنها ستحقق جزءا من السلام وتحقيق قيام الدولة، ولكن لم تنفذ تلك الوعود المقدمة من قبل الدولة الراعية للسلام، بل تجاوز كيان الاحتلال “الإسرائيلي” مداه في قمع أبناء الشعب الفلسطيني وأثبت أنه غير جدير بالسلام، فأغلقت السلطنة المكتب التجاري، وهذا يسجل موقفا عُمانيا ثابتا، كيان الاحتلال يهمه إطلاق عناوين تطبيعية مع العرب، ويحاول التمسك بها لمحاولة إحداث اختراق في تغيير الثقافة العربية المقاومة، وهذا لم ولن يتحقق دون عودة كامل الحقوق الفلسطينية. الموقف العُماني الراسخ يستند إلى قواعد أصيلة وثوابت تتكئ على عمق التجربة العُمانية، وتستند إلى مبدأ عودة الحقوق العربية، وهنا تبرز نقطة جوهرية تمثل استقلالية الموقف العُماني، فسلطنة عُمان ـ لا شك تتميز ـ بخصوصية إنسانية قومية لا يمكن أن تنحاز إلى موقف آثم عقائديا مذموم فكريا مخل سياسيا والتاريخ والحاضر يؤكدان ذلك، وهذه هي عُمان التي نفخر بها.


Friday, 19 February 2021

الإعلام المحلي بين خطر السلبية وغياب الحاضنة


خميس بن عبيد القطيطي


"الإعلام المحلي بين خطر السلبية وغياب الحاضنة | جريدة الوطن" 


نقصد بالإعلام المحلي هنا ما يتداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي وحديث الشارع، وكذلك ما ينشر عبر وسائل الإعلام خصوصا الصحفية منها، وهي بلا شك تشكل الجزء الأكبر للرأي العام المحلي، وسياق مقالنا يتناول كلا المسارين في إطار الرأي المحلي أو الإعلامي ـ إن جاز التعبير، (مخاطر السلبية على الوطن، وغياب الحاضنة الوطنية للفكر الإيجابي) وكلاهما؛ أي الفكر السلبي وتهميش الفكر الإيجابي يمثلان حالة غير نموذجية للتعاطي مع الإعلام ووسائله ومردوده المطلوب والمنتظر على الوطن .

السلبية يتم تشبيهها بالحفرة التي يسقط فيها الفرد فلا يستطيع من خلالها رؤية طريق النجاح، بل يبحث عن الطرق المظلمة والسوداوية المؤلمة التي تؤدي إلى الشعور بالضياع والفشل، وإسقاط هذه الفكرة على الوضع الوطني لها مخاطر متعددة، أقلها عدم الشعور بالارتياح والاستياء والتذمر. وهذه المفردات تستخدم في لغة المواجهة عادة، حسب الفكر المناوئ للأوطان وليس في لغة الوطن. وبالتالي، فالمواطن عندما يستخدم عناصر السلبية يحرق نفسه ووطنه دونما فائدة تذكر فقط مجرد تكريس لحالة معنوية عكسية تشكل مفردات الفشل والتراجع والانهزامية أمام الواقع .

بلا شك أن المواطن ـ أيا كان ـ لا يود أن يضع نفسه أو وطنه في هذه الدائرة السلبية، ولكن عن غير قصد، وفي ظل هذا الطيف الإلكتروني المتسارع وثورة الاتصالات، وتعدد وسائل الاتصال والإعلام، وجنوح الطبيعة البشرية للتركيز على السلبيات مع الترحيب المقتضب بالإيجابية، إلا أن عناصر السلبية تطغى أحيانا على الفكر؛ فيصبح الإنسان يعيش في دوامة متكررة تدور حول نفسها لتغذية هذه الذاكرة بالأفكار السلبية والامتعاض، وصولا إلى عدم الثقة، وهنا مكمن الخطورة الحقيقية على الوطن والمواطن .

إن تداول مثل هذه الأفكار وتقديمها كوجبة فكرية مستديمة على وسائل التواصل الاجتماعي تمثل أكبر الأخطار الوطنية التي لا يقبلها أي مواطن. وللأسف، يقع فيها البعض دون قصد في بعض الأحيان، لكن لو يعود الشخص إلى نفسه ويركز قليلا سيجد أن هذا الفكر السلبي الذي تم تداوله لم يحقق أي هدف يذكر أو أي نتيجة إيجابية لا للشخص نفسه، ولا لعموم المجتمع أو للوطن برمته، بل على العكس، وضع الإنسان نفسه في دوامة القلق والاستياء والتذمر وعدم المبالاة، وكلها مفردات تحمل مخاطر وطنية حقيقية .

المشكلة الأدهى أن الكثير مما يتم تداوله غير موثوق، وليس له مصدر واضح، وغالبيته إما في إطار التهويل الإعلامي وهو ضالة الإعلام الخبري دائما، والخبري المقصود هنا ليس فقط وسائل الإعلام، بل حتى الأخبار المتداولة بين الأفراد بكل ما تحمله من إعلام صحيح أو غير صحيح وغير واضح، وربما يكون أيضا إعلاما مفبركا أو منقولا بشكل غير صحيح .

كذلك موضوع الأخبار والمعلومات الصحيحة المتناقلة، والتي تعبِّر عن بعض الإخفاقات الوطنية في أي مجال أو مؤسسة حكومية أو خاصة، فهي لا تضيف شيئا إن لم تقدم الحلول، بل هي مجرد تزكية وتكريس للفكر السلبي المؤثر على الهوية الوطنية عموما، ودائما الإخفاقات والسلبيات على الصعيد الوطني واردة، ولكن إن لم يطرق الإعلام ووسائله التغيير وإيجاد الحلول فهو لا يضيف إلا مزيدا من التذمر والاستياء، وهذا بحد ذاته لا يفيد الوطن ولا المواطن إطلاقا .

أعلم أن الثقافات ومصادر الفكر متباينة بين البشر، والبعض لا يجد في مثل هذه الأوضاع إلا لغة الاستياء ويحاول التعبير بها عما بداخله بهذه اللغة السلبية، ولكن التمهل والتريث جيد في هذه الحالة، وطرح البدائل والمعالجات والحلول ضمن الفكرة المطروحة واجبة ومهمة علَّ وعسى أن يكون من بين هذه المعطيات ما يفيد الوطن وعدم الاكتفاء بتقديم الفكرة جافة دون حلول، فهي بالتالي تكون خالية من الفائدة وينطبق عليها نفس التصنيف المذكور أعلاه .

في الختام نؤكد أن التعبير عن الاستياء وارد من قبل أي مواطن، ولكن تكراره وتداوله بشكل مستمر على وسائل التواصل الاجتماعي والإعلامي لا يخدم أحدا طالما لم يطرق باب الحلول، وعليه من الأهمية بمكان أيضا تشجيع الإعلام الرسمي للكتَّاب والنخب الوطنية في تقديم الحلول والمبادرات، والأخذ بأيديهم وتبني طروحاتهم، فليس المعني بالفكر والعمل الوطني في أي حقل من الحقول هو الخبير الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، بل يجب مساعدته ومساندته في تقديم الفكر الوطني والعمل الوطني بشكل جماعي وبشراكة وطنية إيجابية، وهنا ـ للأسف ـ أيضا لا يوجد احتضان لأصحاب الفكر، ولا تبنى الأوطان إلا بفكر وسواعد جميع أبنائه .

إن عدم الاكتراث بما يطرح من فكر وطني يكرس عزوف النخب المفكرة عن تقديم الفكر، وهنا عتب كبير أيضا على المعنيين بهذا الأمر، وبالتالي فإن الكتَّاب والنخب الوطنية المفكرة قد لا تبادر في مثل هذه الظروف في تقديم أي فكر أو حلول أو معالجات بسبب عدم الاكتراث بهذا الفكر، وعدم وجود الحاضنة الوطنية التي تحتضنه .

ومن أجل عُمان، ينبغي منا كمواطنين الابتعاد عن الفكر السلبي الذي لا يخدم أحدا، وكذلك نرجو من صنَّاع القرار والمسؤولين إيلاء الفكر الوطني الإيجابي الاهتمام الذي يشعر النخبة المفكرة بوجود حاضنة واهتمام بكل ما يقدم في الوسط الإعلامي المحلي، ونسأل الله سبحانه الخير لهذا الوطن العزيز في ظل القيادة الحكيمة لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه، وعمان بلد خير وسلام تستحق منا الكثير، كما أن مواطني هذا البلد العزيز الأوفياء مخلصون دائما للوطن والسلطان، ومتمسكون بالقيم الوطنية، ومتنافسون في حب الوطن.. وفقنا الله لخدمة هذا الوطن العزيز، والدفاع عن مقدراته، والله نعم المولى ونعم النصير .

ذوبان سنام البعير - بقلم علي بن سالم كفيتان


بقلم✍️علي بن سالم كفيتان
يُخزِّن ملك الصحراء (الجمل) الدهون في سنامه ويستطيع الاحتفاظ بالماء لفترات طويلة، كما اكتشف مؤخراً أنه يستطيع تحويل الدهون إلى ماء وقت الحاجة، ولسنا معنيين هنا بدارسات الاحتفاظ بالدهون أو ذوبانها؛ بقدر ما هي الإشارة إلى زيادة صياح ونياح القطاع الخاص بعد رفع وزارة العمل قيمة مأذونيات استقدام العمالة الوافدة، وخاصة من هم في القيادات العُليا في شركات القطاع الخاص، فاعتبرت ذلك بداية ذوبان سنام الفساد في القطاع الخاص وقياس مدى جديته في التناغم مع فلسفة العمل الجديدة في السلطنة.
فليس مقبولاً أن تكون هناك شركات عملاقة حصلت على مشاريع حكومية بمئات الملايين من الريالات طوال 50 عاماً ولم تستطع تأهيل عُماني ليكون رئيساً تنفيذياً أو مديراً عاماً أو مديراً للموارد البشرية. إنَّ الكم الهائل من ردات الفعل للأسف عبَّرت عن أنانية هذا القطاع وجنوحه ومُعاداته للإنسان العُماني ومُحاباته للوافد، ومن هنا فإنَّ أي مواطن يرغب في تحسين الصورة النمطية لهذا القطاع لابُد أن يُؤيد توجهات وزارة العمل الجديدة.
حسب الأرقام المُعلنة من المركز الوطني للإحصاء والمعلومات لعام 2020 فإنَّ 13% من شركات القطاع الخاص فقط هي التي تساهم فعلياً في توظيف العُمانيين. والسؤال الذي يفرض نفسه. أين 87% من شركات القطاع الخاص؟ ولماذا لم تُبادر لجعل توظيف العُمانيين أولوية؟
مثل هذه التساؤلات يجب أن تطرح بكل شفافية ويتم الإجابة عليها بكل مصداقية فإما أن تكون تلك الشركات حقيقية وتتحمل مسؤوليتها الوطنية في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد أو تكون مؤسسات وهمية ويجب إغلاقها في إطار تصحيح المسارات في العهد الجديد بقيادة مولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق- حفظه الله ورعاه-.
صاح المواطن عندما بدأت السياسات التقشفية تنال من كل ما حوله ابتداءً من التقاعد وانتهاء بالضرائب ورفع الدعم، ولم يستمع أحد لكل تلك الجلبة التي دارت على ألسنة الناس وأقلام الكتاب ومنصات المُغردين على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، والإجابة المعلبة كانت تقول إن جميع دول العالم تمر بهذه الأزمة؛ بما فيها دول الخليج العربي الغنية، وجميعها رفعت الدعم وفرضت الضرائب، وبالتالي نحن لسنا استثناءً في هذا المحيط الإقليمي والدولي، لكن ما لم يلتفت إليه أصحاب هذه النظرة السطحية، أن تلك الدول وخاصة الخليجية رفعت الرواتب إلى الضعف تقريباً منذ عدة أعوام، قبل فرض الضرائب ورفع الدعم، وبالتالي لم يكن هناك تأثير كبير على الإنسان العادي، بينما الأمر كان مختلفاً هنا، فقد تمت إحالة الآلاف للتقاعد الإجباري وفُرضت الضرائب ورُفع الدعم عن المتبقين على رؤوس أعمالهم.. فهل تريد الدولة أن تصبح بلا موظفين؟ وأن تتجرد من مسؤوليتها لرعاية المجتمع؟ وإذا كان الأمر كذلك فأين تُصرف مدخولات النفط والغاز وبقية الثروات؟ وإذا كانت الإجابة أننا نسدد الديون نقول: ديون من تسددون؟! وكلها أسئلة مشروعة ومطروحة اليوم بقوة في الشارع العُماني.
إنَّ الترهيب الذي يُمارسه القطاع الخاص عبر التلويح بهجرة رأس المال وغياب الاستثمار الخارجي بعد قيام وزارة العمل برفع قيمة مأذونيات العمل عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي وخروج بعض المنظرين الاقتصاديين الذين يرون أن توظيف العُماني في وطنه ترف، ورفع راتبه وتحسين وضعه الاجتماعي خطأ تاريخي اقترفته الحكومة، كل ذلك يمنحنا اليقين بأنَّ أكبر المستفيدين من مندوس الحكومة طوال 50 عاماً هم هذه الفئة، واليوم يتلكأون في توظيف العُمانيين بالوظائف الإدارية العليا والوظائف الفنية. ومن هنا يجب على الحكومة أن تكيل بنفس المكيال الذي كالت به على المواطن على القطاع الخاص وألا يتم الرضوخ لهذه الصيحات الوهمية بتدهور الاقتصاد الوطني وهجرة رأس المال؛ فرأس المال الذي يتحكم به عدد لا يتعدى أصابع اليد الواحدة وله هجرة الشتاء والصيف إلى سويسرا، لسنا بحاجة له في عُمان، نحن بحاجة لرجال أعمال مخلصين محبين لوطنهم إن ربح الوطن ربحوا، وإن غرمَ كانوا أول المساندين والداعمين.
هناك اليوم آلاف المهندسين والفنيين الوافدين بمُختلف تخصصاتهم في هذه الشركات وفي المقابل يتكدس أبناؤنا في بيوتهم متوسدين شهاداتهم، وقس على ذلك بقية التخصصات والمهن، فلو صدقت النية وتنازل هؤلاء قليلاً، لما كانت هناك مشكلة باحثين عن عمل السلطنة.

Tuesday, 16 February 2021

عمانيات فوق القمة نبذة عن الدكتورة شمسة بنت مسعود بن ناصر الشيباني


نبذة عن الدكتورة شمسة بنت مسعود بن ناصر الشيباني

انضمت الدكتورة شمسة بنت مسعود بن ناصر الشيباني إلى أومينفست كنائب الرئيس البحوث الاقتصادية في ديسمبر 2019. وهي عضو في اللجنة الرئيسية لتقييم البحث العلمي في الجمعية الإقتصادية العمانية. لديها أكثر من 15 عامًا من الخبرة في قطاع الخدمات المصرفية والمالية في إدارة المخاطر وإدارة التغيير والخدمات المصرفية الخاصة. و كانت أول عمانية في الإدارة العليا للشركة الوطنية للتمويل؛ حيث ترأست دائرة إدارة المخاطر لمدة 5 سنوات من 2011 إلى 2015 وقدمت تقاريرها إلى لجنة التدقيق وإدارة المخاطر وإلى الرئيس التنفيذي في القضايا الإدارية. عملت في بنوك محلية مرموقة: بنك عمان الدولي و بنك التضامن للإسكان والبنك الوطني العماني

حصلت الدكتورة شمسة على درجة الدكتوراه في يوليو 2020 من جامعة ريدينج البريطانية، حيث كانت باحثة دكتوراه متفرغة من 2016-2019. فاز بحثها بجائزة سفراء عمان كأفضل بحث دكتوراه في عام 2017 وفازت بجائزة اختيار الناس في مؤتمر الدكتوراه السنوي بجامعة ريدينج في عام 2016. تخرجت بامتياز في درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة ستراثكلايد بتخصص المالية وإدارة المخاطر في  2007. كما نالت الإمتياز في درجة البكالريوس وتصدرت الدفعة في الإقتصاد عندما تخرجت من كلية التجارة والاقتصاد في جامعة السلطان قابوس في  2002 .

 . 

A Brief Note on Dr. Shamsa Masoud Nasser Al Sheibani

 

Dr. Shamsa Masoud Nasser Al Sheibani joined Ominvest as the Vice President of Economics Research in December 2019. She is a member of the main committee for assessing the scientific research in the Omani Economic Association. She has over 15 years of experience in Banking and Financial Services Sector in Risk Management, Change Management & Private Banking. She was the first Omani youth and lady in the senior management of National Finance Company; heading the Risk Management Department for 5 years from 2011 to 2015 reporting to Audit and Risk Management Committee and to the CEO on administrative issues. She worked for esteemed local banks, namely Oman International Bank, Alliance Housing Bank and National Bank of Oman.

 

Dr. Shamsa earned her PhD in July 2020 from University of Reading, in which she was a full time PhD researcher from 2016-2019. Her PhD research won the Ambassadors Award as the best PhD research in 2017 and won the People Choice Award at the University of Reading Annual PhD Conference in 2016. She graduated with distinction in her MBA from University of Strathclyde specialised in Finance and Risk Management in 2007. She also earned distinction in her BSc. Economics and topped her batch when she graduated from College of Commerce and Economics in Sultan Qaboos University in 2002.

 


Monday, 15 February 2021

إعداد قيادات نقابية نسائية في العمل النقابي سلطنة عُمان

 


 

نفذ الاتحاد العام لعمال السلطنة البرنامج التدريبي لإعداد القيادات النقابية النسائية، في فبراير تاريخ 10 - 11‬ لمدة يومين بمشاركة عضوات الهيئات الادارية والاتحادات العمالية ولجان المراة العاملة بها، في برنامج إفتراضي باستضافة مدربة وطنية الاستاذة الشيماء الفليتية وتحدثت عن القيادة بشكل عام وفي اليوم الثاني استضافة مدربة دولية الاستاذة منى عزت وتحدثت عن العمل النقابي بشكل عام ودمج المرأة العاملة في الهياكل النقابية. 

كما استضاف برنامج (من عمان) رئيسة لجنة المرأة العاملة بالاتحاد العام لعمال السلطنة الأستاذة خولة الهنائية - لتناقش مشاركات المراة العاملة في العمل النقابي في السلطنة في عدة محاور 

📌 المحاور:

🔷 مشاركة المرأة في العمل النقابي وأين وصلت في هذا الجانب؟ 

🔷 كيف تسهم القيادات النسائية النقابية في إنخراط المرأة العاملة للعمل النقابي تحسين بيئة العمل للمرأة العاملة في القطاع الخاص؟

🔷 رغم تزايد مشاركة المرأة في العمل النقابي، من وجهة نظرك ما هي أسباب عزوف تمثيل المرأة في الهياكل النقابية؟

🔷 ما هي الحلول والآليات لزيادة مشاركة المرأة في العمل النقابي؟

 🔷 أهمية تشكيل لجان المرأة العاملة بالنقابات العمالية والدور الذي يمكن أن تقوم به في تحقيق أهداف النقابة؟


Saturday, 13 February 2021

نهضة صناعية متوقدة متجددة عمار سعيد فاضل



تحتفل السلطنة ممثلة بوزارة التجارة و الصناعة و ترويج الاستثمار في التاسع من فبراير من كل عام بيوم الصناعة العمانية و الذي يصاد ذكرى زيارة باني نهضة عمان الاب القائد السلطان الراحل قابوس بن سعيد لمنطقة الرسيل الصناعية في تسعينيات القرن المنصرم 


حيث تعد منطقة الرسيل الصناعية احدى منجزات  النهضة المباركة  و تحمل الرسيل في جنباتها ما يقارب ٣٣٤ مشروع و  تنتج المصانع داخل الرسيل الصناعية كلا من المواد الكيميائية والبطاريات الكهربائية ومواد البناء وكوابل الألياف البصرية والمواد الغذائية والمنسوجات والملابس الجاهزة والقرطاسيات والأصباغ والمرشحات والأثاث، وتقدم المنطقة للمستثمرين تسهيلات وخدمات أساسية بأسعار رمزية. 

 و تعد منطقة الرسيل الصناعية اول منطقة صناعية أنشئت في السلطنة  في إطار أهتمام الحكومة الرشيدة بتنوع مصادر الدخل و إستغلال موارد البلاد و خلق فرص عمل للمواطنين و  إيجاد بيئة جاذبه للمستثمر الاجنبي و تبعتها مناطق صناعية عدة في مناطق متفرقه من ربوع هذا الوطن العزيز كمنطقة ريسوت الصناعية بمحافظة ظفار جنوب السلطنة و منطقة المزيونة الحرة على ضفاف الحدود العمانية اليمنية و المنطقة الصناعية بصور بمحافظة الباطنة و المنطقة الصناعية بالبريمي .


و تماشيا مع متطلبات المرحلة و في إطار الخطوات الثابته التي تخطوها السلطنة نحو رؤيتها المستقبلية ٢٠٤٠  أصدر مولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم رعاه الله المرسوم السلطاني رقم 105 / 2020 بإنشاء الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة وتحديد اختصاصاتها. وجاءت المادة الأولى من المرسوم : (تنشأ هيئة عامة تسمى “الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة”، تكون لها الشخصية الاعتبارية وتتمع بالاستقلال المالي والإداري وتتبع مجلس الوزراء). والمادة الخامسة : ( تؤول إلى الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة كافة المخصصات والأصول والحقوق والالتزامات والموجودات الخاصة بهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم ).


و لا شك أن الموقع الإستراتيجي السلطنة  و العلاقات السياسية الطيبة التي تتمتع بها السلطنة ستزيد  من فاعلية القطاع الصناعي

و تعزز دوره كرافد قوي للإقتصاد العماني 

و من جانب أخرى هناك. دورا  هاما يجب على المستهلك العماني أن يطلع عليه و هو أهمية دعم الصناعة العمانية من خلال إعطاء الاولية في الشراء للمنتج المصنع في ربوع السلطنة لما لذلك من أثرا إيجابي على دورة الإقتصاد الوطني و تقوية و تعزيز القوة الشرائية للمنتج العماني ومن هذا المنطلق  من أجل عمان أجعل من جملة صنع في عمان عنوانا لكل ما تستهلك من منتجات .

و  بهذا تحقق الشراكة المجتمعية في قطاع الصناعة العمانية الواعد و المتجدد دائما .


و بمناسبة يوم الصناعة العماني نستذكر بالدعاء الخالص باني النهضة الصناعية و واضع حجر أساسها المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه 

و نهنئ بكل قائد الملهم و مهندس الرؤية السديدة الثاقبه  حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم  رعاه لله 

و كافة العاملين في القطاع الصناعي

Friday, 5 February 2021

ثروة الامم بين ادم سميث وافلاطون بقلم عيسي على الغساني

 


ثروة الامم بين ادم سميث وافلاطون

الفليسوف اليوناني افلاطون عاش من 427 قبل الميلاد الى 347 قبل الميلاد ،وأسس اكاديمية اثينا وهي أول معهد للتعليم العالي في العالم الغربي . وهو تلميذ سقراط ،وضع افلاطون أسس الفلسفة الغربية والعلوم . وتمحورت ابدعاتة الفكرتة حول نظرية المعرفة،والفضائل الانسانية التي ترتقي بالفرد والمجتمع .وتسمو بروحة واخلاقة. وبعد مايزيد علي الفي عام 1779م أتي ادم سميث ووضع كتاب الفكر الاقتصادي ثروه الامم ومن اهم افكارة بان القيمة ليست بالاستعمال ولكن بقيمة المبادلة وأن الانسان كائن اقتصادي وان قانون العرض والطلب هو المحرك للسوق. 

ومايربط بين الافكار سواء المجردة اأو النفع هو أن الغاية تنظيم حياة الانسان واشباع الرغبات في سياق منظومة اخلاقية تبني علي التعايش والتفاهم والاحترام المتبادل.وافكار كتاب ثروة الامم كان تداعيات لارهاصات عصري النهضة والتنوير في اوربا في القرن نهاية القرن الثالث عشر إلى نحو عام 1800 ،والتي بنيت على مفاهيم عدة منها أنسان عصر النهضة ،وهو واسع المهرفه في اللغات والادب والفن فارس صحيح الجسد ،نشيط ،فاعل في مجال عملة ومبدع.


وكانت النظرية الاهم في مجال عالم الافكار هو نظرية الملاحظه والتجربة والتي تقوم على تجارب واحداث للوصول الى استنتاجات علمية تصف علاقات وظيفية بين متغيرات يتم قياسها او استقرائها ويسبق ذلك فروض علمية يضعها الباحث لمعرفة العلاقة بين متغيرات يهف التنباء أو التحكم في الظاهرة المدروسة، او الوصول الى المعرفة .

وبالمعني الاقتصادي الثروة هي ماتملكة دولة من موارد مادية وبشرية ،وحقيقة الامر أن اصل الثروة هو الافكار وطريقة انتاجها في مجتمع ما ،وهي التي تصنع وتعظم الثروه المادية او تدمرها والثروه الفكرية هي التي تصنع الامل والوئام والتعايش والسلام.زمن ثم الرفاة المادي. وتبدأ ثروة الافكار للامم من الفرد والمجتمع وعندما يتولي افراد المجتمع الشأن العام ،تطفو على السطح مالديهم من ثروه فكرية في المسائل الاجتماعية والاقتصادية.

ونمط تفكير الفرد وسلوكة تجاة قضايا الحياة هي اساس الثروة الفكرية والمادية ، وتتلخص في ثلاثة عناصر، ثقافة الالتزام بالوقت ،والعمل الجاد ،واحترام حقوق الاخرين. فعندما تتاسس ثقافة بأن الالتزام بالوقت هو احترام لحقوق الاخرين ،بعدم اضاعة وأهدار وقتهم الخاص ،وبان الفرد عندما يفقد الالتزام تجاة الاخرين ،يعطل الانتاج ويهدرالوقت وهو ثروة الجميع، وهذا الاخلال يمتد الى المجتمع بصورة مباشرة وغير مباشرة. فعندما يعمل مقدم الخدمة ايا كان نوعها بعقلية عدم اعتبار الوقت ثروة ويتراخي في الانجاز ويهدر حق المجتمع الاصيل في أن الوقت هو الثروة. فانة بذلك يهدر الثروة الحقيقة للمجتمع والدولة ويساهم في تاخير عجلة النمو والتطور والابداع.

والفرد عندما يدرك حقوق الاخرين ،وبان احترام حقوق الاخرين، عندما يكون في موقع المسوؤلية وهي حقوق اصيلة يمليها السلوك الانساني السوي والاخلاق والقانون والمصلحة العامة ، وعندما يخل الفرد بحقوق الاخرين ،فانة يخالف الضمير والوجدان الانساني والاخلاق والقانون والمصلحة العامة. واذ ما استقرت ثقافة احترام حقوق الاخرين تشكل في ضمير الفرد والمجتمع ، منظومة القبول النفسي والعقلي في المجتمع ،وهنا تتاسس رابط وحدة المجتمع وتماسكة وتبني دعامة نهوضة.

والثروة الفكرية تصنع الامن النفسي والقانوني والاخلاقي. فمن يحمل افكار صالحة تتفق والقيم الاخلاقية ،يستطيع أن يستنهض قواة العقلية والفكرية ،ويقدم ااقصى ما لدية من قدرات لخدمة المجتمع،وعندما تختل منظومة القيم الاخلاقية تتعطل القدرات ويحبا الانسان في دائرة بغيضة من النتاقضات المدمرة لنفسة وعقلة ،ويصبح عالة على نفسة وعلى مجتمعة.

س .لكن من اين تستمد افكار الفرد والمجتمع ؟، الجواب بغض النظر عن المدارس المتعددة ،فان هناك امران مهمان وهما ، 1.الاخلاق الحاكمة للتفكير والسلوك 2. والقدوة الصالحة. وبهما ينطلق الفرد ويستقر المجتمع ،ويقول جورج اوريل من المستحيل أن تؤسّس حضارة على الخوف والكراهية والقسوة، فمثل هذه الحضارة إن وُجدت لا يمكن أن تبقى، لأنها ستكون خالية من أي حيويّة، ومن ثم ستتفسخ وتنهار من داخلها.

وليس بامر غريب أن نجد معظم المؤسسات سوأء رسمية او غير رسمية تضع ميثاق اخلاقي،يؤكد ويذكر كل المنتمين والعاملين والمتعاملين ،بالاساس الاخلاقي واهميتة وفائدتة وخطورة تجاهل الاسس الاخلاقية واثرها المدمر على الفرد والمجتمع والدولة. وخلاصة القول الاخلاق هي ضمير المجتمع وروحة الصادقة والتي تزرع المحبة والوئام والسلام والنماء والرفاة. فاحترام الوقت والعمل الجاد والقاني وايصال الحقوق منطلق النهوض والرقي والتماسك. 



Thursday, 4 February 2021

ثوابت وطــن - بقلم الكاتب أحمد جداد الكثيري



الوطن كلمه كبيرة في معناها شاملة في حيثياتها جميلة في مباديها، الوطن هي أم الفرد هي معيله وكفيله محققه أمانيه، فعند مرضها أو ضياعها تضيع معها كل الأمور.

الوطن ليس للبيع وهو شرف الواحد، غير قابل للمساومة أبداً وخراب بلدان الغير خير شاهد، الوطن نحميه ونضحي من أجل بقائه شامخاً عالياً كريما.

الوطن ليس إقتصاد فقط، وإنما هو بحور من الأشياء والمرتكزات المهمه، الوطن ليس نماء فقط وإغفال هشاشة دواخل قد تأكلها الرمه، الوطن يحتاج الى رجال تشمر سواعدها بقوه ونشاط وهمه.


الوطن لا يرتقي بالتشاؤم، ولا بالأفكار الضحله الضعيفه التي هي رديئه لا تقاوم، الوطن أساس وبناء ورفعه وشموخ.

الوطن لا يبنى بخيبات الأمور، ولا بأماني وأحلام وشعور، إنما يحتاج الى جد، تتساعد في بنائه كل يد، تعمل وتنجز لتبني المجد لا أن تهد، فهي لا ترتخي تعباً ولا تعطب ولا تشد.

الوطن يحتاج لنا جميعاً، نفكر معه وله ونحول حر صيفه ربيعاً، نجتهد ونسعى ونكاتفه ليكون حصناً شامخاً منيعا.

رأينا خراب أوطان، وأعراض خلق الله فيه تُهتك وتهان، بسبب ميول وأفكار وتحريض حاسد كايد وخوان، يهدف الى تدمير وطن لا الى رفعته أو إعلاء شان.

وطني الحبيبه عُمان، أنت هواء كل من يعيش فيك، أنتِ ماء يروي عروقنا فخراً وعطاء، أنتِ الشموخ والرسوخ والتاريخ العتيق.

وطني عُمان، نعاهدك الثبات، نزرع أرضك أمانه وأصاله وإخلاص، نعاهدك الجد والاجتهاد والعمل المتقن لنصل معاً الى المجد التليد ، نعاهدك ياوطن بحسن المعشر والصبر والجلد الى حين أن يأتينا الممات .