Showing posts with label سوريا. Show all posts
Showing posts with label سوريا. Show all posts

Thursday, 18 March 2021

حراك دولي بعنوان سوريا

 

"خميس بن عبيد القطيطي: حراك دولي بعنوان سوريا - رأي اليوم" 

تصدرت سوريا خلال الأيام المنصرمة عناوين الحراك الدبلوماسي الإقليمي والدولي، وذلك في أكثر من عاصمة خليجية وعربية وبمشاركة روسية تركية، وقد صدرت من عواصم هذه الدول مواقف إيجابية صاغت تلك اللقاءات، أبرزها عودة سوريا إلى الحضن العربي والذي اتفق الحديث حوله باجتماعات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في كل من الرياض وأبوظبي، وتطرق الحديث إلى قانون قيصر وإعادة النظر فيه لما يمثِّله من معضلة كبرى أمام الشعب والدولة في سوريا. وقد تزامنت تلك التحركات الدبلوماسية الروسية في أبوظبي والرياض إلى جانب اجتماع ثلاثي شهدته الدوحة وضم وزراء خارجية كل من روسيا وتركيا مع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، وكل تلك الاجتماعات تصب في اتجاه سوريا. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل هناك حضور للولايات المتحدة في تلك الاجتماعات وهي التي تمتلك أكثر من خط تأثير في سوريا سياسيا واقتصاديا وعسكريا؟ ولماذا اختيار هذا التوقيت بالذات؟ وماذا تخفي هذه التحركات الدولية وراءها؟؟

بالطبع الولايات المتحدة ليست بعيدة عن هذه التحركات الدبلوماسية الدولية، وإن لم تتواجد فيها، لأن التواجد الأميركي بالملف السوري واضح للعيان، وكل التحركات الدبلوماسية المتعلقة بسوريا معنية بها الولايات المتحدة من قريب أو من بعيد طالما كانت هي أحد أهم المؤثرين بالمشهد السوري. ولكن الأهم والأبرز في التحولات التي صاغت المشهد السياسي الراهن والتي جاءت جملة واحدة في هذا التوقيت هو التغيُّر الذي تشهده الولايات المتحدة الأميركية في عهد الرئيس جو بايدن والذي يختلف في ملامحه عما سبقه، فهذه التغيرات بلا شك أنها تضع المصالح الأميركية العليا في مقدمة الأولويات، ولكن حسب الرؤية الديمقراطية التي أعلن عنها وزير الخارجية الأميركي توني بلينكن قبل أيام، والتي تعتمد على دعم حقوق الإنسان وحقوق الملكية الفكرية، وحرية التعبير كقِيَم عليا تنحو نحوها إدارة الرئيس بايدن الحالية، مع تجنب الحروب الاستباقية وتغيير الأنظمة التي لا تزيد الأوضاع إلا سوءا، خصوصا في ظل تزايد الإرهاب والفوضى التي تعقبها والتي يراها بلينكن ستطول شظاياها الجميع أو سيغرق فيها الجميع، وهي الرؤية التي يحاول البيت الأبيض تقديمها اليوم .

كيفية إسقاط هذه الرؤية على الملف السوري هنا بيت القصيد الذي لا نستطع الجزم بمدى جدية تلك الأطراف الفاعلة فيها، أو المنابر المتحدثة عنها، أو بالأحرى إلى أين تمضي تلك التحركات؟ ولكن وجود الحليف الروسي على خط هذه الجهود الدبلوماسية والتصريحات التي صدرت تقدم تطمينات ومواقف إيجابية في أكثر من خط من خطوط التأثير على المشهد السوري، منها اللجنة الدستورية أو عودة سوريا لجامعة الدول العربية أو البحث في إنهاء ما يسمى قانون قيصر عن سوريا، إضافة إلى استكمال عودة أبناء سوريا إلى الوطن، وكذلك أهمية الحوار السوري في ظل هذه المعطيات .

التغيير في الملف السوري بالتأكيد يرتبط بملفات إقليمية أخرى، منها إيران واليمن ولبنان ويصل إلى ليبيا وأفغانستان، ولكن لا يمكن لنا الإفراط في الثقة أو تقديم صورة وردية لما تسفر عنه الأيام القادمة؛ لأن الأولويات والمصالح العليا الدولية لم تتغير، إلا أن الرؤية السياسية والمعالجات على أرض الواقع قد تشهد بعض التغييرات الإيجابية من خلال الصورة العامة، ولكن مع الحفاظ على المصالح العليا، وهو ما تحاول الدبلوماسية الروسية اقتناصه في أكثر من ملف وأهمها الملف السوري .

Friday, 5 February 2021

حول سؤال من نحن؟ ومن أنتم؟!



 د. بسام أبو عبد الله

مناسبة هذا الكلام ما نشره أحد الكتبة في صحيفة الشرق الأوسط السعودية بتاريخ 27 كانون الثاني الماضي تحت عنوان: «سوريو النظام: محتارون… من نحن؟»، والحقيقة أن قراءة هذا المقال توحي بأن الكاتب البترودولاري يتحدث لنا عن أفكار وتأملات لم يبق منها إلا ثفالتها بعد سنوات الحرب الفاشية على سورية، ولم تعد تنطلي إلا على أطفال صغار لم يقرؤوا وثائق الحرب ولا ما قاله وزير خارجية قطر السابق حمد بن جاسم عن «إنفاق أكثر من 137 مليار دولار على تدمير سورية، ومحاولة إسقاطها»، ولا ما كتبته الصحف الغربية والتركية والأميركية، عن مخطط إسقاط الدولة السورية وخططه ومراحله، وكأن هذا الكاتب لم يسمع بالحصار الاقتصادي الفاشي على الشعب السوري، ولا بـعشرات آلاف القتلة والمجرمين الذين أُتي بهم عبر غرف العمليات «الموك والموم»، ولا بحصار حلب ودير الزور والحسكة الآن، ولا بقطع المياه عن ستة ملايين سوري في دمشق بأيدي دعاة الحرية والديمقراطية المدعومين غربياً، ولا بتدمير وسرقة الآثار والمتاحف السورية، ولا بقصف الجامعات، وتحويل المدارس إلى معسكرات لتدريب الإرهابيين، ولا برحلات نقل السلاح وشرائه الذي قامت به دواوين الأمراء الذين يلعق حذاءهم كل صباح ليرتزق من خزائنهم، ولا بقتل رجال الدين، وعلى رأسهم العلامة محمد سعيد البوطي لمجرد أنه وقف ضد مخططاتهم الشيطانية، وعشق بلده وشعبه، ولا بقصف ما يسمى قوات التحالف لأهم محطة طاقة كهربائية تزود حلب وسكانها بالكهرباء، وهل سمع بنهب هذه المحطة بأيدي ثورجيي صحيفة «الشرق الأوسط»، أم هل سمع بتفكيك محطة زيزون للكهرباء، وتقطيع الطرق وتدمير البنى التحتية التي بناها السوريون على مدى عقود، وهل سمع بـشي رأس طيار سوري، وتقطيع جثث الجنود السوريين، وهل سمع هذا الكاتب الجهبذ بـإلقاء مواطنين سوريين في الأفران في ضاحية عدرا العمالية، وهل سمع بخطابات وكلام قناتي «وصال» و«صفا» الديمقراطيتين اللتين كان يمولهما أرباب نعمته، ودولاراتهم لبث أفكار التنوير والنهضة على الشعب السوري، ويقنعه بطروحات «جان جاك العرعور» الوهابي القذر، والمحرض الذي كان ينهل معه من الوعاء نفسه البترودولاري، بغض النظر عن محاولات إظهار نفسك أنك تنويري، وهو وهابي، والحقيقة أنكما تلعقان معاً حذاء الممول ورب العمل نفسه؟
إذا أردت أن تعرف من نحن، فعليك أن تسأل جنودنا الأبطال، وجيشنا الأسطوري، عليك أن تسأل مطار كويرس وسجن حلب، ومطار دير الزور، ومعركة الكليات في حلب، وبادية تدمر، وجبال اللاذقية، وسراقب، وخان شيخون، وغوطة دمشق، وعليك أن تسأل نفسك كيف صمد هذا الشعب البطل في دمشق وحلب ودير الزور وحمص وحماة، والقرى والمدن السورية كلها، أمام أعتى وأقذر حرب تُشن على شعب ودولة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية باعتراف الكثير من معلميك الغربيين.
نحن المنغرسون في هذه الأرض، المنتمون لتاريخها وثقافتها وتنوعها وأديانها ولغاتها، نحن المنتمون لكل تلة وجبل وبادية وزهرة ونهر، وجامعة ومدرسة وجامع وكنيسة، ونحن المنتمون لشعرائنا وأدبائنا ومشايخنا وتراثنا وعاداتنا وتقاليدنا، نحن المسلمون والمسيحيون، نحن قلب العروبة النابض، وقلب هذا المشرق المليء بالآمال والتطلع للمستقبل، والذي يواجه أعتى مشروع استيطاني صهيوني عنصري، وسنبقى نواجه، وحينما ننحو نحو السلام لسنا خجلين من ذلك كما يفعل أرباب نعمتك من تحت الطاولة منذ خمسين عاماً.
نحن أيها السائل: سوريون وعروبيون منفتحون، مجتمع متسامح، ولهذا ترى فيه هذا التنوع كله، نحن نؤمن أن العروبة وعاء ثقافي حضاري ساهم به كل من تفاعل مع ثقافة هذه المنطقة عبر آلاف السنين، علمانيون نؤمن أن العلمانية مسار، وليست عقيدة، وأن قوتنا بـدولتنا المركزية، وبجيشنا البطل، ونحن بعثيون وسوريون قوميون، شيوعيون وناصريون وو… نختلف بشدة، ونتفق، ولكن سقفنا إعادة بلدنا وتحريره وإخراج القتلة والمجرمين والإرهابيين كلهم، والاحتلالات التي دعمتها خزائن معلميك، ومن ترتزق في صحفهم.
نحن لا نخجل من القول إن لدينا أخطاء، ونكتب عن ذلك، ولدينا فاسدون، مثل الإرهابيين، وندرك أننا بعد حرب فاشية قاسية مهددة لوجودنا، نرتب الأولويات، ونواجه التحديات الصعبة، والتي هي كثيرة جداً، ولكننا لن نستسلم أبداً لأولئك القتلة بياقاتهم البيضاء، الذين يقهرهم كيف صمدت الدولة السورية، والشعب السوري، والجيش السوري، على الرغم من الثمن الباهظ جداً الذي دفعناه، ولكنه الثمن الذي سيلاحقكم حتى آخر حياتكم، والذي سنعلمه وننقله لأجيالنا القادمة، لأننا قد نسامح من أجل بلدنا، وشعبنا، ولكن لن ننسى أبداً وسنضع صور شهدائنا وأبطالنا في صدر بيوتنا، ومدارسنا وجامعاتنا وكنائسنا وجوامعنا، لنعلم الأجيال القادمة أنه بفضل هؤلاء وبفضل جرحانا الأبطال، نحن هنا باقون متجذرون بأرضنا، على الرغم من جوعنا وقهرنا وحصارنا وبردنا وليالينا الصعبة، ومشاكلنا المعقدة ولكننا لن نطأطأ رؤوسنا إلا لله.
عندما تدرك كل هذا، وتقرأ عن كل هذا، وتعيش معنا هذه المشاعر، وتعرف أننا لن نتحول إلى هنود حمر جدد، ولن نجلس في الخيام كما حصل مع بعض السوريين البسطاء، فحولهم أسيادك إلى رهائن محتجزين، ومادة للاستغلال والابتزاز السياسي، ستعرف من نحن.
إن جوابنا عن سؤال من نحن؟ نستطيع أن نكتب عنه مجلدات، أما السؤال الأهم: من أنتم؟
هل أنت يساري وتكتب عند آل سعود؟ أم ليبرالي وتكتب عند آل ثاني؟ أم من أنت؟ وكيف يستوي التنظير عن الديمقراطية، والحقوق، والشعب في سورية، ولا يستوي التنظير عن الديمقراطية في الريتز كارلتون، وحقوق الإنسان في المملكة، والوهابية والعلاقة مع واشنطن والتطبيع السري مع كيان الاحتلال؟!
لماذا لا تقدم لنا مقارباتك عن كل ذلك؟ وأنا هنا لا يهمني شكل النظام السياسي في السعودية، ولا وضع حقوق الإنسان فيها، ولكن ما يشعرك بوضاعة هؤلاء الكتبة أنهم يكتبون ليرضوا مزاجات معلميهم ويقبضوا أجورهم دون هدف، ولا رسالة سوى الارتزاق، والسؤال: عندما تعود العلاقات السورية السعودية مثلاً إلى وضعها الطبيعي؟ عن ماذا ستكتب؟ أم إنك كاتب مرتزق، وهذه هي الصفة الأقرب لك، ولأمثالك.
إذا كان هدفكم هو السخرية، فاسخروا من أنفسكم، واخجلوا أمام شعب عظيم كالشعب السوري، وجيش بطل كالجيش العربي السوري، وقائد عظيم كالرئيس بشار الأسد.
نحن كل هذه القيم والإرث، ولهذا سنختار الرئيس بشار الأسد، أما أنتم فاختاروا للمرحلة القادمة عنواناً آخر هو: سيرة ذاتية لأيتام البترودولار.
اصمتوا فقط لأنكم أصبحتم مقرفين ودجالين، وترتبون الحروف والكلمات من أجل قبض المال من خزائن معلميكم.

Wednesday, 27 January 2021

سوريا بين إعادة الإعمار والحوار رغم قانون قيصر بقلم الكاتب خميس بن عبيد القطيطي



 سوريا بين إعادة الإعمار والحوار رغم قانون قيصر

خميس بن عبيد القطيطي


ما تعرضت له سوريا خلال العشر سنوات الماضية من شدة ومحنة لم يتعرض لها أي بلد عربي آخر وسوف تكمل الأزمة السورية عقدها الأول في شهر مارس المقبل، معلنة” صمود مثلثها الوطني المقاوم قيادة وشعبا وجيشا، فما كان يطلقه الاعلام المعادي من مانشيتات واهمة ومغرضة حول سقوط الدولة السورية خلال بضعة أسابيع لم يتحقق بفضل الله وما منحه لهذا الوطن من قوة إرادة وثبات على الحق والمبدأ في مواجهة أكبر وأخطر مؤامرة عبر التاريخ العربي الحديث، وقد استثمرت الدولة السورية ووظفت كل عناصر وأدوات إدارة الازمة وخطوط تأثيرها ومركز ثقلها فأستطاعت بفضل احترافية ادارتها تحقيق النجاح في مواجهة مخططات الأعداء ولم يعد ذلك خافيا على أحد حتى في عقر دار أولئك القادمون من وراء البحار، بل أن الدولة السورية استطاعت أن تخندق الحلفاء في خندقها سياسيا وعسكريا فامتزجت الدماء السورية بدماء الحلفاء الذين قدر لهم دفع تكاليف مماثلة، وما كان لأي حليف آخر أن يصمد أيضا لولا الارتباط العضوي مع الدولة السورية وتشابك المصالح وهو ما حقق تلك المعادلة بنجاح، لذلك لا يمكن بعد هذه السنوات العشر أن تفرط الدولة السورية وحلفاءها فيما تحقق من نجاح في إدارة الأزمة ومواجهة المؤامرة الكونية في حالة صمود اسطوري أكده الواقع على أرض الميدان، فهنيئا لسوريا ما تحقق من نجاح رغم الآلام والدماء والمعاناة التي عاشها أبناء سوريا ومازالت توابعها قائمة ومستمرة حتى اليوم، فقد كان البديل الذي يأمله أعداء سوريا هو نشر الفوضى الخلاقة وعدم استقرار سوريا ردحا من الزمن لتبقى خارج سياقات الدولة الوطنية ولكن الحمدلله أن مكن سوريا من المقاومة والصمود .


اليوم سوريا أمام مرحلة جديدة تختلف جزئيا عما سبقها وهذه المرحلة بدأت أولى محطاتها العام الماضي بتفعيل قانون قيصر والعقوبات المفروضة قابلها على الجانب الآخر حوارا سوريا باحتضان الدولة السورية لآلاف اللاجئين، وهي مرحلة مهمة وفارقة في مسألة استكمال معالجة الأزمة التي لم تتوقف منذ مارس ٢٠١١م، والمرحلة الآنية بلا شك بحاجة الى جهود كبيرة في إعادة أبناء سوريا الى ديارهم ومناطقهم التي فرض عليهم مغادرتها في ظروف الأزمة والحرب الدائرة طوال السنوات العشر الماضية، لذا ينبغي أن تمضي عجلة الحوار بشكل أكثر اتساعا دون توقف لاستيعاب المزيد من أبناء الوطن السوري .


الجانب الاقتصادي أيضا هو الأكثر إلحاحا في هذه المرحلة باعتبارها مرحلة اقتصادية بامتياز لاسيما في ظل وجود ما يسمى قانون قيصر الذي أريد له أن يكون معوقا ومؤخرا لنهاية الأزمة وذلك بعد النجاحات الميدانية والانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري، وعرقلة نجاحات الحوار السوري وتأخير عودة اللاجئين وذلك لاطالة أمد الأزمة، وبالتالي فإن هذا العائق الاقتصادي يتطلب انفتاحا اقتصاديا مع الحلفاء أولا ومع بقية دول العالم التي يمكن أن تشترك في مصالح اقتصادية مع الدولة السورية بهدف تعزيز وضعها الاقتصادي في اطار إعادة إعمار سوريا ومواجهة قانون قيصر، وهنا يتبلور أهمية الدور الروسي الذي يعول عليه في انعاش هذه المرحلة الهامة واشراك الأسرة الدولية في إعادة الاعمار، كما تبرز أهمية تغيير الأولويات أو تزامنها، فمواجهة بقايا جيوب المليشيات المنتشرة في شمال شرق سوريا بما تحمل من أهمية نوعية تتطلب معالجة سياسية وعسكرية إلا أنها لا بد أن تتزامن مع إعادة الاعمار ومعالجة الحالة الاقتصادية لربط سوريا مع العالم الخارجي اقتصاديا من أجل تخفيف معاناة أبناء الشعب السوري الذي يتضرر جراء ما يسمى قانون قيصر، هذا بالتزامن مع الحوار السوري، ولا شك أن الدولة السورية ماضية في هذا المسار وتدرك ضروراته العاجلة .


الدائرة العربية التي أدرك غالبية شعوبها وحكوماتها مدى تقدم الخط البياني السوري في معالجة الأزمة ووصولها الى مرحلتها الأخيرة بات على هذه الدائرة العربية أن تكون أكثر براجماتيا للقبول بالواقع وأن تكون جزءا من الحل لمساندة الاشقاء من أبناء الشعب السوري والتباحث مع الدولة السورية في سبيل الارتباط بالاقتصاد السوري وإعادة مد الجسور العربية والمشاركة بإعادة إعمار سوريا وتدعيم اقتصادها، فيكفي ما عاشه الشعب السوري من معاناة طوال العشر سنوات الماضية .


الأزمة السورية سياسا وعسكريا تجاوزت كل العقبات والمحطات وتجاوزت كل الحملات الاعلامية، واليوم أصبحت مسألة الاقتصاد وإعادة الاعمار تفرض نفسها وأهميتها الفائقة لتخطي هذه العقبة التي تتطلب حلولا أكثر ابداعية بمشاركة المجتمع الدولي وتداخل مصالح دول الجوار العربي، ويعول على الدور الروسي كما أسلفنا في مساعدة سوريا على التخلص من العقوبات المفروضة وتشجيع الاستثمار ومشاركة الاقتصادات الكبرى مثل الصين وغيرها في تنشيط الاقتصاد السوري والحث على مؤتمرات لاعادة الاعمار خلال المرحلة المقبلة، كما ينبغي مواصلة وتوسيع الحوار مع أبناء الشعب السوري وهو ما يمثل أحد خطوط التأثير المهمة في معالجة الأزمة التي نعتقد أنها باتت قريبا من تسجيل نهايتها وتحقيق انتصارها النهائي بعون الله .


كاتب عُماني


khamisalqutaiti@gmail.com