Showing posts with label اليمن. Show all posts
Showing posts with label اليمن. Show all posts

Wednesday, 24 August 2022

جميعنا لم نشحن الموبايل .. (أسموها فاطمة)



 نشوان ذنون عبد الله 


قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلمَ. 

الكَيس منن  إتعض بغيرة و (عمل لما بعد الموت)

صدق رسول الله

و اللبيب من تعلم من (تجارب الأخرين) ..

و فهم الدرس في حينهِ و ليس بعد حييين ..


و أخيراً ..

و بعد أن مضى العمر ( إكتشفت ) بل (أدركت) أن الإنسان منذ أن (يولد) يكون معه موبايل رباني و إتصال فوري للطواريء . خاص به .. يستخدمه بلا إراده منه و لا سيطرة عليه .. و تكون قوة إتصالهِ .. حسب صفاء نفسه و نقاء سريرته و شحن همتهِ .. و ربما حسب فهم صاحبهِ و إدراكهِ و (قناعتهِ) .. بنظام و قواعد الحياة .. في الحب و الجفاء .. و الشوق و اللقاء .. مع الله سبحانه وتعالى .. و مراقبته بحب بلا خوف .. حيث يعمل موبايله بشحن دائمي لا يفتر و لا يتعب و لا ينسى .. بسبب أن الصيانة متصلة و الإدامة متواصة بالذِكر .. وربما مثل الأغلبية .. لا يعرف بوجود (موبايله) فلا يهتم لهُ .. فيتركه طوال العمر مغلق و غير (مشحون) .. و في قفص صدره مخزون و (مسجون) .. و الى نهاية العمر ربما عاطل و (مركون) .. و يجوز أن (يلمض) له (مرة) و يشعر به في (برقة) من الإتصالات المفاجئة او الغير مقصودة في كل سنوات العمر .. لا نقول ( ألو ) ولكن نقول فقط ( لقد وقع في قلبي ) أو ( أخبرني إحساسي ) بأن الأمر الفلاني سيحصل .. لذلك أسمت العرب (القلب دليل)

نعود لقصتنا ..

في أحد ليالي الشتاء الباردة من سنة ١٩٩٦ .. حيث كانت الساعة في يدي تشير الى الواحدة و النصف بعد منتصف الليل .. و الدنيا ملبدة بغيوم سوداء .. تغطي وجه السماء .. و أنا كنت وحدي في نوبة دورية ليلية .. لتفقد بعض نقاط الحراسة الداخلية .. عندما مررت من قرب (مسجد التقى) في وحدتي العسكرية .. و سمعت صوت نحيب و بكاء خافت .. و توسل و رجاء .. لا يكاد يُسمع .. يخرج كالهمس من حَرم المسجد .. حيث كان (شيخ محمد) لا يعرف النوم .. و دائم القيام و التهجد و الصيام .. و لا يفتر عن الذكر .. و الصلاة على رسول الله (طول الدَهر) .. فتسللت قليلاً قليلاً و على مهلي و فتحت الباب الخارجي لحوش المسجد و مشيت بخطوات بطيئة .. لأصل الطارمة الخارجية و أنزع حذائي بهدوء و أصل الى باب الحرم الخشبي .. و أفتحه بدون أي صوت أو ضوضاء .. و لأجد الشيخ محمد .. و هو ساجداً في الحرم و هو يبكي بحرقة .. و يتوسل بهمس و رِقة .. و يستغيث بالله سبحانه وتعالى .. فتقدمت بخطوات هادئة و جلست على ركبتيي بِقربِه .. فإذا به ينتبه لوجودي في ذلك الليل الأسود البهيم .. فقلت له بصوت هاديء . ماذا بك يا شيخي .. خير إن شاء الله .. فأشار لي بيده و مع بكائه و تنهادتهِ بالخروج .. ثم قال لي بِهَمس .. أرجوك أن تذهب الآن .. ليس هذا وقت الكلام .. فحاولت أن أواسيه بحسب علمي و فهمي و إدراكي في مثل هذه الإمور .. لكنه ألح بأدب و قال لي من الأفضل لك أن تخرج الآن و تتركني وحدي أرجوك .. فسحبت جسدي البارد .. و لملمت معه أذيال كرامتي المسفوحة في حب الله و حب رسوله الكريم صلى الله عليه و آله وسلم .. و حب الصالحين .. وفي عز ذلك البرد .. كنت ُ أحترق خجلاً من عدم فهمي للموقف .. وفي صباح اليوم الثاني في الساعة التاسعة صباحاً .. مررت من قرب (مسجد التقى) وطرقت بهدوء شباك غرفة نوم الإمام الخارجي .. لأجل السلام (العابر) .. فإذا به يبتسم و يناديني بيده للدخول .. فدخلت الى غرفة الإمام .. فإعتذر عما حدث في الأمس .. و قال .. يا سيدي الحبيب .. لقد جئت إلَي في وقت .. كان يفترض بي أن أكون به لوحدي مع ربي لا يشغلني عنه أي حديث .. فقلت له ماذا حصل الأ تخبرني فقال .. (لقد وقع في قلبي) بأن أختي سترزق بطفل .. و أصبحت والدتي في مِحَنة مع أختي .. وليس معهم أحد .. فقالت والدتي لأختي .. لو كان أخوكِ محمد معنا .. (فوقع في قلبي) ما قالت والدتي .. فإستغثت بالله سبحانه وتعالى .. ليخفف الأمر على أُمي و أُختي .. والحمد لله في الساعة الثانية فجراً .. يسر الله سبحانه وتعالى الأمر .. و ولدت أختي طفلة جميلة (أسموها فاطمة) .. فقلت له متى إتصلت بالبيت .. وقد كانت الإتصالات من البدالة الرئيسية بخطوط أرضية في مقر الوحدة .. فإبتسم ومد يده على (قَلبهِ) .. فلم أفهم .. و قلت له بالله عليك من أخبرك .. فقال تلفوني شغال طوال الوقت .. بالتسبيح و الإستغفار و الذكر و( الصلاة على سيدي رسول الله ) صلى الله عليه وآله وسلم ( لا يخرج نَفَس من رئتي عبث من أجل التنفس فقط . بل هي أذكار و صلاة على رسول الله ) تجلو القلب و ترقي النفس فتسمو الحياة بصحبتهم فأجد أثر مودتهم .. لذة و نور و صفاء و معرفة .. ثم قال لي .. الم تقرأ في كتابه الكريم .. بسم الله الرحمن الرحيم .. و أتقوا الله و يعلمكم الله .. ثم قال العقل بالقلب .. بسم الله الرحمن الرحيم .. إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد .. إن الله لا ينظر الى أجسامكم و لا الى صوركم ولكن ينظر الى قلوبكم .. فَتَحرى (مكان نظر الله) .. ثم قال لي والدتك حفظها الله .. ألا تشعر بمرضك و تعبك و خوفك و معاناتك بأي أمر .. رغم بعد المسافة بينكم فقلت له نعم .. فقال الم تقل لك يوم بأن قلبها أخبرها بأنك ستأتي إليها أو ستغيب عنها .. فقلت له نعم .. فقال كذلك هو قلب المؤمن يصفو بالذكر و يدرك ما يحب .. فإذكروني أذكركم .. فذكر الله .. علم و نور و فراسة و حكمة و إلهام و معرفة و إتصال و فهم و إدراك .. تم

Friday, 26 March 2021

اليمن بلا ضمير وطني !!




عبدالرحمن الرياني 

شعوب عدة تتفاخر بأنها في منعطفات تاريخية  فاصلة من عمرها  السياسي وفي سياقات صعبة مرت بها  تعرضت فيها هويتها الوطنية ووجودها الجيوسياسي للخطر ، آلا أنها سرعان ما كانت  تجد من يخرج من بين صفوفها ،من  نخبها ورموزها الوطنية  من  يحمل الراية وينقذها ويغيّر مجرى التاريخ ، ويقوم بتوجيه البوصلة نحو الأتجاه الصحيح ، رمز وطني يحيل عوامل الضعف والوهن إلى مكامن للقوة ، هذا النموذج تكرر ويتكرر دائمًا لدى الشعوب الحية التواقة للكرامة والتغيير ، من ذلك   ماحدث مع فرنسا سنة 1959م إبان ما عُرف حينها بأزمة الجزائر والتي بات على ضوئها مستقبل الجمهورية الخامسة مهدداً ودخلت فرنسا في نفق مُظلم لم تكن تستطيع الخروج منه ، وهنا استدعى الفرنسيون الجنرال شارل ديجول وسلموه رئاسة الجمهورية ليتمكن بعدها من إخراج فرنسا من أزمتها السياسية المُعقّدة في ذلك الحين ، نعم بلا تعقيدات وبلا انتخابات ومزايدات وتزييف لعقول الناس جاء ديجول في بلد ديمقراطي ليحكم فرنسا بعيداً عن صناديق الانتخابات فكان يردد دائمًا عبارته الشهيرة أنا الرئيس الوحيد في تاريخ فرنسا الذي حكم فرنسا مرتين بدون اللجوء إلى صناديق الانتخابات المرة الأولى بعد الحرب العالمية الثانية والمرة الثانية بعد أزمة الجزائر ، نفس الشيء تكرر في لبنان في عام 1958م عندما حدثت الأزمة السياسية أواخر فترة حكم الرئيس كميل شمعون  عندما اشتدّت الأزمة ومع سقوط المَلَكيّة في العراق بثورة 14 تموزيوليو 1958م، وجّه الرئيس شمعون طلباً إلى الولايات المتحدة الأميركية يدعوها فيه إلى التدخل عسكرياً في لبنان لحماية نظامه. حيث كانت ولاية شمعون قد أشرفت على الانتهاء وبدا مستقبل لبنان المنقسِم بين معسكرين معسكر مع جمال عبدالناصر ومعسكر مع الدول الغربية  في مهبِّ الرياح. حينها ظهرت الحاجة إلى رئيس توافقي وقوي لإنقاذ البلاد وإعادة الهدوء والسلم الأهلي. حظي فؤاد شهاب برضا الأميركيين وعبد الناصر على السواء، وبذلا معاً جهوداً لإقناعه بقبول المهمة كمرشّح توافقي. كان بشخصه محط ثقة كبيرة من الجميع، خاصةً المسلمين لنزاهته واستقامته. وإنتخبه البرلمان اللبناني لولاية رئاسية مدتها ست سنوات. خلال أول سنتين من عهده، عمل شهاب على إعادة الُّلحمة  الوطنية والهدوء في البلد . اكتسب ثقة كافة الأطراف لتفهّمه مخاوف وحاجات كل منها. ألـّف حكومات توافقية شاركت فيها جميع العناصر السياسية في البلاد، واتّبع مسلك الاعتدال متعاوناً بعناية ومرونة مع المجموعات الطائفية المختلفة، فنجح بمهمته وأعاد الثقة والاستقرارالى ربوع لبنان ، ايضًا ماحدث في الهند عندما تم احضار رئيس قسم الاقتصاد في جامعة نيودلهي وأعني به  رئيس الوزراء الهندي السابق "ناراسيمها راو"، الذي كان أول من أجرى اصلاحات السوق المفتوحة في البلاد مطلع التسعينات وهو الشخصية الاقتصادية القادمة من جامعة نيودلهي في لحظة تاريخية فارقة كانت الهند فيها على شفى كارثة اقتصادية كبرى فجاء الى الحكومة ونفذ رؤية اقتصادية هي التي جعلت من الهند اليوم واحدة من اقوى اقتصادات العالم على الرغم من أن" راو" كان يرأس حكومة أقلية من حزب المؤتمر من 1991 وحتى 1996.  لقد حقق نجاحًا ملفتًا ونال استحسانًا دوليًا بسبب اصلاحات جرت على مدى خمس سنوات، فتحت الاقتصاد الهندي على العالم، بعد قيود اشتراكية استمرت عقوداً، ماحدث في الهند حدث في ماليزيا وإن بدا الأمر مختلفًا بعض الشيئ في ماليزيا يعد  مهاتير محمد  بمثابة الضمير الوطني للشعب الماليزي كونه باني نهضة ماليزيا الحديثة ولهذا السبب ما أن بدأت البلاد تتعرض لهزات اقتصادية عنيفة بفعل استشراء الفساد وتكون طبقة من الفاسدين بعد أن ترك السلطة بأكثر لقرابة عقدين حتى قرر الماليزيون إعادته  الى السلطة لانقاذ البلاد الغارقة في الفساد فعاد وهو في الثانيه والتسعين من العمر وخلال عشرة ايام استعاد مبلغ 50 مليار دولار من أموال الشعب الماليزي المنهوبة ، الصين ذاتها قصة دينج شياوبنج حيث اتهم  ذات يوم بالفاشية والخيانة وعدد من الجرائم الأخرى، وقدم للمحاكمة العلنية في شهر أغسطس عام 1967 على خلفية من اسماهم ماوتسي بالقوى البرجوازية لكن الصدفه وحدها هي من لعبت دوراً في انقاذ حياته من الموت على يد الحرس الثوري الأحمر ، ليستمر في حالة من الحصار والقمع الى ان ضعفت قبضت الحزب الشيوعي الصيني بعد سنوات على رحيل القائد ماو حتى جاءت اللحظة التاريخية فجرى انتخابه رئيسًا للجنة العسكرية للحزب في العام 1978م ومنذ ذلك التاريخ بدأت الصين تشق طريقها نحو النهوض الحقيقي بعد سلسلة كبيرة من الاخفاقات والكوارث التي عانت منها الصين في فترة ماو تسي تونغ على ضوء السياسات المجنونة التي عُرفت حينها بسياسة القفزة الكبرى ، الأمثلة كثيرة ومتعددة ولا يتسع المجال لذكرها هذا النوع من القادة والزعامات يمكن توصيفه بضمير الشعب الوطني الذي يفرض حضوره في لحظات فارقة من الزمن لانقاذ دولهم ،في الحالة اليمنية الوضع يبدو مغايراً تمامًا لما ينبغي أن يحدث ، معظم علماء الاقتصاد والقيادات السياسية لكل الاحزاب بلا استثناء سقطت في حالة فاضحة من الارتهان للقوى الدولية والاقليمية ، اليمن وبعد سنوات من الحرب والقهر والإذلال والمهانة  التي يتعرض لها الشعب اليمني نستطيع القول أنه ولأول مرة في تاريخ اليمن  ومنذ عقود طويلة تظهر اليمن بلا ضمير وطني ، ربما يكون للسياسات التي اتبعها النظام الدكتاتوري العسكري القبلي  الذي اشتغل على افساد الحياة السياسية والثقافية والاقتصادية ولاجتماعية عندما دفع باللصوص والفاسدين لتصدر المشهد ، ولو حاولنا قراءة المشهد بحيادية وبلا ردات فعل سنكتشف بكل هدوء  أن الطبقة السياسية بمختلف توجهاتها ومكوناتها وتياراتها السياسية تندرج في إطار منظومة سياسية (( معادية)) لليمن ، ولتدليل على ما نقول يمكن فهم ذلك من خلال عدم حضور قضايا استراتيجية مصيرية ذات صلة بالسيادة الوطنية والثروة ، ناهيك أن معظم المشتغلين بالسياسة تحولو إلى أثرياء بفعل ولائهم للقوى الاقليمية ومتاجرتهم بقضية وطنهم ودماء شعبهم ومعاناته ، الأمر الطبيعي وفي مثل الظروف التاريخية التي  تعيشها البلاد من سنوات أن يفرز المشهد قيادات وطنية حقيقية تنحاز للوطن وتخرجه من أزمته المركبة ، لكن بدلاً من حدوث ذلك أفرز المشهد قيادات من خارج الكتلة التاريخية وهي التي يتم إعدادها حاليًا للمرحلة القادمة بنفس الأسلوب المتبع في نماذج أخرى مثل رفيق الحريري في لبنان ، وهذا مايفسر سطوع نجم أحد التجار من شيوخ المال في الأونة الأخيرة  مدعومًا من المملكة السعودية  لتصدر المشهد ، بنفس الطريقة التي دعمت فيها علي عبدالله صالح في عام 1978م ليجثم على صدور اليمنيين أكثر من ثلاثة عقود ، اهذا الفراغ المرتبط بالمخطط  الذي يجري تنفيذه  يجعل كل من لديه غيرة على مستقبل اليمن يشعر بالخوف من المآلات المأساوية التي تنتظر اليمن في العقد القادمين  بفعل خلو المشهد من الوطنيين ، مانقوله ليس حالة من حالات التشاؤم والنظرة السوداوية للوضع بل هي حقائق فلو سألت أي مواطن يمني من هي الشخصية الجديرة بحكم اليمن أو برئاسة الوزراء فإن الجواب سيكون بالصمت المريب  نعم اليمن اليوم بلا ضمير وطني ..

*رئيس المركز الدولي للإعلام والعلاقات العامة IMC