Showing posts with label فلسطين. Show all posts
Showing posts with label فلسطين. Show all posts

Saturday, 15 May 2021

نصر فلسطين بزنود مقاوميها

 



عبد العزيز بدر القطان*


مؤسف جداً هذا النَفَس الذي نجده عند البعض من أبناء الأمة الإسلامية والعربية في قضية بث الأحقاد، لم ننتهِ بعد من المطبعين والمثبطين حتى وجدنا أعمدة الداخل الإسلامي مع شديد الأسف متصدعة، لكن الحقيقة الواحدة الأكيدة أن لا أحد يستطيع أن يزايد على فلسطين أو الشعب الفلسطيني، ففي هذا البلد العزيز رجال تعرف كيف تدافع عن أرضها، ولا تحتاج إلا لتوفيقٍ من الله تبارك وتعالى ودعاء المخلصين والشرفاء، فلسطين تنتصر لأن أبنائها أصحاب عزيمة وإرادة، يدافعون عن شرف الأمة كلها من المحيط إلى الخليج، النصر الفلسطيني لأهلها، والشكر لكل من وقف معها وساعدها.


 لكن الفعل الحقيقي على الأرض ويراه العالم أجمع، من أطفال الحجارة إلى الانتفاضات التي لا يمكن لكائنٍ من كان أن ينساها إلى شهدائها وأسراها وأهلها في الداخل والخارج، فلسطين تقاوم من قبل أن نعرف قيام هذه الدولة أو تلك أو تولي رئيس ما وانقلاب آخر، أو انبثاق حزبٍ هنا وتيار هناك، سلماً أو حرباً وحتى ثورة، فلسطين أقدم حضارة قدمت الغالي والنفيس منذ زمنٍ بعيد، باختصار فلسطين ولّادة، النصر المسطور مقدم لأبنائها وحدهم دون غيرهم، وهذه حقيقة مسلّم بها، مع الشكر الجزيل لكل حلفاء القضية الأم، قال تبارك وتعالى في محكم كتابه العزيز: (ولا تنسوا الفضل بينكم إن الله بما تعملون بصير).


 لكن وبنفس الوقت، لفلسطين أبناء جهابذة وأذكياء ولديهم من العلم الكثير ولا ننكر فضل الخبراء من الدول الشقيقة والحليفة لكن لأبنائنا من المقاومين وأهلنا وأخوتنا حق علينا وكلمة الحق يجب أن تُقال ونفخر بها، فهل من أحد ينسى حادثة اغتيال الشهيد فادي البطش في ماليزيا، المنتمي إلى حركة حماس، والمتخصص في مجال الطاقة، وخبيراً في صناعة الصواريخ، وهل نسي أحد منا حادثة اغتيال القائد الطيار المهندس محمد الزواري من تونس، الذي التحق بصفوف المقاومة الفلسطينية وانضم لكتائب القسام قبل 10 سنوات من العام 2016، وعمل في صفوفها وجاهد دفاعاً عن فلسطين، المهندس الزواري لمن لا يعلم هو أحد القادة الذين أشرفوا على مشروع طائرات الأبابيل القسامية في حرب "العصف المأكول" سنة 2014، كذلك حادثة اغتيال نضال فرحات، المهندس الأول في صناعة "صواريخ القسام" في حركة حماس، واغتيال عدنان الغول (كبير المهندسين القساميين)، وغيرهم الكثير من الشهداء، هل ننسى كل هؤلاء الشهداء وفضلهم في الإسهام بتغيير معادلة الردع لصالح وطنهم ضد الكيان الصهيوني، وننسب الفضل للآخرين، هنا نشكر الآخرين على المساعدة، لكن الفضل من بعد الله تبارك وتعالى، لدماء الشهداء وزنود المقاومين الفلسطينيين، وهل ننسى الفصائل الفلسطينية التي دربت أحزاباً في السابق، لها وزنها وثقلها اليوم سواء كانت إسلامية أم يسارية أم قومية؟


فلسطين ومنذ بدء الخليقة، ومن قبل 1948، فيها شعب مناضل ومقاوم، وهنا أود الإشارة إلى نقطة مهمة شرحتها في مقالات كثيرة سابقة وأكررها للضرورة ومنعاً لأية مزايدات، من حق أي بلد إنشاء التحالفات التي ترى نفسها بها، سواء لصالحها أم لصالح البلد المتحالف معها، وهنا تخرج علينا لعبة المصالح السياسية والجيو – سياسية والجيو – استراتيجية وهذا ليس سراً ومعروف للجميع، الحرب السورية وبصرف النظر عن الموقف بين (مع أو ضد، مثال يُضرب ولا يٌقاس) على سبيل المثال، كم من دولة اختارت الوقوف ضد دمشق، لكنها اليوم في الحضن الدمشقي؟ وكم دولة وتيارات وأحزاب، ساعدت دمشق وقاعدتها الشعبية نسفت الشعب السوري بأكمله ومؤسسة سوريا العسكرية بأكملها ونسبت الفضل إلى هؤلاء (الحلفاء)؟ نعم لقد ساعدوها لكن لجيشها دور بارز وليس كل الدور للحلفاء، وهنا يجب أن نسمي الأسماء بمسمياتها، على سبيل المثال، العدوان الإسرائيلي المستمر على سوريا، من صد هذا العدوان الدفاع الجوي السوري وليس منظومة الدفاعات الجوية الروسية أو غيرها؟ ومن يقول عكس ذلك، يجعلنا نتسائل، لو كان ما يٌقال صحيح، كيف قضى كل هؤلاء الجنود السوريين على امتداد سنوات الحرب؟


وبالتالي، كل التحالفات مبنية على المصالح وليس حباً إلا بالمصالح، كفانا مزايدات أمام هذه الحقيقة الساطعة سطوع الشمس، الجميع له مشاريعه سواء سياسية أم عسكرية أم عقدية أو اقتصادية، وهنا لا أقوم بالهجوم على أحد بقدر ما أريد سرد الحقائق كما هي، فبلادنا على صفيح ساخن، وكل موقف قد يشعل نيران لم تخمد بعد، ليس على صعيد فلسطين فقط، بل على صعيد حالة الانقسام الديني والعقدي الواضح المعالم التي تعاني منها اليوم، فهل آتي وأسكب الزيت على النار وأشعل النيران، من يخمدها إن اشتعلت؟ وأنا شخصياً قلتها وأكررها، أنا مع كل أمتي ضد الكيان الصهيوني، مع حماس ومع الجهاد الإسلامي، مع فلسطين وكل الفصائل الفلسطينية المقاومة وكل المقاومين سواء في لبنان أو العراق أو أي مكان في هذا العالم، في حربهم على الطواغيت المتجبرين، والخلافات السياسية ضد بعض أنظمة الدول العربية والإقليمية أضعها جانباً أمام من يصوب بندقيته ضد الكيان الصهيوني، فقلبي وكياني معه في حربه هذه، من هذا المنطلق ينطبق علينا أننا كأمة عربية (الإخوة الأعداء)، نتصيد أخطاء بعضنا ونتهم بأن هذه الحركة إخوانية وتلك علمانية وأخرى طائفية، ونبتعد عن الهدف والمشكلة الحقيقية ونتجه نحو قشور الأمور، يجب أن نضع كل ذلك جانباً لأن فلسطين بحاجتنا هذه هي الحقيقة الوحيدة التي أؤمن بها.


وعلى كثرة خلافاتنا كعرب في كثير من القضايا السياسية وغيرها، لكن الجامع بيننا هي القضية الفلسطينية، لكن التشكيك بات سمة تطغى على الكثير من أبناء الأمة اليوم، إذ يخرج عليك أحدهم ويعرض صوراً قديمة على سبيل المثال للرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد مع عددٍ من اليهود، ويظهر الأمر وكأن الصورة تجمعه مع الصهاينة متناسياً أن اليهود في إيران مكون من الشعب الإيراني كما الأرمن والمسيحيين والأكراد والبهائيين والزرداشت وغيرهم، كذلك يخرج أحدهم ويقول إن الرئيس المصري السابق محمد مرسي قد كتب في إحدى الرسائل إلى "شمعون بيريز" وقال "صديقي العزيز"، بصرف النظر عن فحوى الرسالة، لكن لإظهار الحق والحق فقط، هناك اتفاقيات قديمة فرضت على أنور السادات وحسني مبارك ومرسي والآن السيسي أن تجمعهم علاقات بالكيان الصهيوني بسبب اتفاقية كامب ديفيد، كذلك الأمر يتعلق بتركيا، العلاقات قديمة ومنذ عهد مصطفى كمال أتاتورك، وهذا بالعرف السياسي والدبلوماسي أمر طبيعي لكنه لا يعبر عن المواقف الشخصية للرؤساء، فهم محكومون بقوانين مجددة تلزمهم على احترام دستورهم وقوانينه، كما في الأردن الجميع يعلم موقف الهاشميين من القضية الفلسطينية ولكن هناك تطبيع شئنا أم أبينا، الذي يهمنا من كل ذلك هو الموقف الشعبي لتلك الدول التي تساعد فلسطين وتقف معها، فلسنا ضد أحد ساعد فلسطين لكن شرط أن لا نستفز مشاعر الأمة العربية والإسلامية ونقلل من عظمة المقاومة التي وبينما أكتب تسطر ملاحم من البطولة التي أثلجت قلوبنا.


وبالتالي وبكل فخر واعتزاز، إن موقفي من المقاومة في أي مكان في لبنان أو العراق أو سوريا أو أي دولة إسلامية في العالم، أنني مع كل مقاوم أياً كان توجهه الديني والعقدي والفكري والحزبي، وجه بندقيته باتجاه الكيان الصهيوني سواءً في فلسطين المحتلة أو في الجولان السوري المحتل ومزارع شبعا، ثقوا بالله العلي القدير لو أستطيع لأكون أول المقاتلين ضد العدو الصهيوني في أي بقعة من الأراضي العربية المحتلة، سأكون بكل اعتزاز في خندق المقاومين، وتعاطفنا مع الحق لا مع الحركات والأحزاب وتوجهاتها، الآن البوصلة اتجاهها محدد، نحو تدمير العدو، لنكن أهل وأحبّاء لا إخوة أعداء، لنخلع ثوب الطائفية هذا من الجميع، ما أنهك أمتنا إلا هذا التمذهب والولاءات ونسيان الوطن.


فلسطين تجمعنا، ويجب ألا يعكر صفو هذه الانتصارات أي شيء، الآن وحدتنا هي الأساس لعيش هذه الفرحة العارمة، وقلت ما قلت لا يعني أننا لا نملك أخطاء، كل سياسات بلادنا العربية والإسلامية فيها بعض الأخطاء وعلى رأس هذه الأخطاء هو التبشير بالمذاهب الإسلامية، واستخدام العقيدة كسلاح للتدخل في بعض الدول العربية، ولدينا الكثير من الملاحظات على سياسيات هذه الدول وليدنا تحفظات تجاه هذه السياسيات سواء إيران أو السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية وعلى تركيا وعلى مصر، قال تبارك وتعالى: (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا)، لنفرح لفرح فلسطين، فلسطين هي كل الخير.


*كاتب ومفكر – الكويت.


من حي الشيخ جراح إلى باب العامود.. كلنا القدس

 



عبد العزيز بدر القطان*


يقول الشاعر أحمد مطر: يا قدس يا سيدتي .. معذرة.. فليس لي يدان.. وليس لي أسلحة.. وليس لي ميدان.. كل الذي أملكه لسان.. والنطق يا سيدتي أسعاره باهظة.. والموت بالمجان!


في كل زمان ومكان تخرج أبواق تشكك بمظلومية ناس ومظلومية أوطان، تشكك في القيم وفي الرموز بل يصل في بعض الأحيان تماديها إلى التشكيك في البديهيات والمسلمات العقدية للأمة، هذه الأصوات في حقيقة أمرها لا تعبر إلا عن نفسها ولا تعكس رأياً عاماً للأمة العربية والإسلامية، هذه الأصوات مقيتة ومدرمة لنفسها قبل أي أحدٍ آخر، مدمرة لقيم الأمة ورموزها وعقائدها، القدس عربية وستبقى عربية وستتحرر من براثن المعتدين.


هذه الأصوات المارقة التي تنكر التاريخ، بداعٍ وبدون داعٍ، بتواطؤ وبخنوع وباستسلام وجُبن، هؤلاء الأصوات يتبارون اليوم في نكران حقيقة القدس وثوابت القدس الراسخة في تاريخ الأمة العربية، وتصبح الخيانة والتماهي مع الأعداء وأهدافهم ذكاء ومسايرة للواقع، فكيف لمثقف عربي، كنا نحسبه مثقفاً وصاحب رأي على كثرتهم اليوم، أن يشكك في مشروعية نضال الأمة من أجل التحرر والإستقلال والسيادة، كيف لمثقف عربي أن يشكك في مشروعية نضال الشعب الفلسطيني في وجه الكيان الصهيوني مغتصب الأرض والمقدسات والسيادة؟


أسئلة كثيرة لكن الأجوبة حولهم عقيمة، ولا جدوى أو طائل منها، لكن من يبيع شرفه وقلمه وضميره يعني السقوط في الهاوية، كيف لمثقف يدعي ويشكك بمشروعية النضال من أجل القدس والأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين الحبيبة، ويعتبرها شرعية مشكوك فيها وكاذبة وأنها مجردُ شكل من أشكال التجارة بعواطف المؤمنين والمسلمين؟!، إن هذا الإنحطاط في الموقف والرؤيا، أوجَبَ علينا التحذير من هذه الفئة الساقطة المخذلة، والتي هي بحق باتت طابوراً خامساً، لتبرير الإرتماء تحت أقدام الأعداء، والتنازل عن أقدس حقوق الأمة في مقدساتها وفي أوطانها، وسوف يصفح عن الإستعمار القديم والجديد ويستدعي الإستعمار لإحكام قبضته على بلاد العرب والمسلمين ثانية.


هذا التوتر في القدس الحبيبة وفي أحد أحيائها "باب العامود" لمصلحة مَن؟ هل سنسمح دخول المستوطنين إلى بيوت في حي الشيخ جراح بعد أن تعرضت عائلات فلسطينية كثيرة فيه إلى سلسلة من القضايا القانونية وأصبحت معرضة لخطر الإخلاء الفوري من بيوتها؟ أين الضمير العربي ويوم القدس أتى واقتربت ليلة القدر؟


الشعب الفلسطيني لن يتخلى ولن يفرط بوطنه وعاصمته درة العرب مدينة القدس، وقبل أن تكون للقدس ولفلسطين مكانتهما العقائدية والدينية والثقافية، إنها الجغرافيا وطن الشعب الفلسطيني، الذي ليس له وطن بديل عنه، والشعب الفلسطيني سوف يبقى مؤمناً صامداً كالطود في وجه العدوان، فالأمة بسوادها الأعظم ومفكريها ومثقفيها الحقيقيين هم مع القدس ومع فلسطين وشعبها، صامدون في وجه الطوفان والعدوان كما في وجه التهافت والخسة والنذالة والتشكيك في مشروعية كفاح الأمة من أجل الحرية، والنهوض بها ودحر الأعداء، مؤكدين صدق مشروعية النضال للأمة جمعاء من أجل القدس ومن أجل فلسطين، ولن يسقط حق الشعب الفلسطيني ومعه الأمة العربية مسلميها ومسيحييها في القدس وفي فلسطين، في الأقصى وفي القيامة.


إن قضية الشعب الفلسطيني هي القضية العادلة والرسالة الواضحة لعدو ولحلفائه وللمتساقطين أن الشعب الفلسطيني لن يكون وحيداً في معركته المستمرة من أجل استرداد حقوقه المشروعة في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.


إن نضال أبناء حي الشيخ جراح هو نضال ضد التطبيع وضد الأنظمة العربية المتواطئة، نضال للدفاع عن حق الوجود والأرض، الحي الذي يشهد موجة تشهير على مرأى ومسمع من كل الدول المتواطئة في إطار مخطط الاحتلال الصهيوني الساعي إلى تهويد القدس، المقدسيون اليوم في نضالهم أذلوا الأمة الخانعة من محيطها إلى خليجها، سلاحهم الحق في وجه الآلة الصهيونية الغاشمة، يقاومون بصدورهم العارية وحشية الاحتلال الصهيوني المتمثل في سرقة المنازل والاعتداء عليهم بالضرب والتنكيل، والتعرض للنساء المقدسيات الشريفات العفيفات في ظل التطبيع والتواطئ العربي والصمت الدولي، حقاً وامعتصماه!


ما يحدث في القدس اليوم يعيدنا بالذاكرة إلى موقعة عمورية في عهد الخليفة المعتصم، عندما قام ملك الروم بالهجوم على المسلمين وأخذ في الأسر ألف امرأة من المسلمات، وفي هذه الحادثة أن امرأة من المسلمات الهاشميات صرخت مستغيثة لما أخذت في الأسر "وااامعتصماه"، فلما بلغ المعتصم ذلك استعظمه وكبر لديه حيث بلغه أن امرأة هاشمية صاحت، وهي أسيرة في أيدي الروم: وامعتصماه! فأجابها لبيك لبيك! ونهض من ساعته، وصاح في قصره: النفير النفير، ثم جمع العساكر، فجلس في دار العامة، لنصرة المسلمات، فهل من معتصمٍ بيننا اليوم؟ وهل هناك من ينهض بشرف الأمة العربية وحماية مقدسات الأمة وبخاصة فلسطين؟ 


في حي الشيخ جراح في مدينة القدس المحتلة، نضال فلسطيني يومي للدفاع عن حق الوجود والبقاء في هذه المنطقة المهددة بالإخلاء خلال أيام، وهي معركة يصرّ الأهالي على مواصلتها لمواجهة الهجمة الاستيطانية الشرسة ضدهم، فيما يتعامل الاحتلال مع وجود المقدسيين كشيء مؤقت. وبينما يرفع الأهالي الصوت عسى أن تلقى صرختهم استجابة دولية بما في ذلك إطلاقهم حملة "أنقذوا حي الشيخ جراح" على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، فإن صراع العائلات مع المستوطنين دخل هذه الأيام عامه التاسع والأربعين، وهو جزء لا يتجزأ من قضية القدس وفلسطين عامة.


أهالي القدس يواصلون الليل بالنهار، لا يذوقون طعم النوم، للدفاع عن منازلهم، يقول أيضاً الشاعر أحمد مطر: كفرت بالأقلام والدفاتر.. كفرت بالشعر الذي لا يوقف الظلم ولا يحرك الضمير.. فعلاً إن الضمير في غفلةٍ وفي سباتٍ عقيم، الواقع العربي مريض، ولك الله يا فلسطين، وماذا بقي لمن باعوا الضمائر وباعوا فلسطين؟ ماذا بقي من ماء وجه لهم، بعد أن تواطؤوا مع الأعداء من أجل تكميم أفواه شعوبهم، وقمعها من أجل إرضاء أسيادهم المستكبرين المستعمرين؟ وهل بقي لهذه الشعوب المستضعفة والمغلوب على أمرها أن تقبل بهذه الأنظمة الفاجرة الخائنة؟ أو أن تستكين لها ولمؤامراتها ودسائسها ضد شعوبها المظلومة؟


لا أجمل أن نختم بهذه الأبيات علّ الأمة تستيقظ وهل الضمير يصحو؟ لكن القدس ستعود بفضل أبنائها الشرفاء.


أمن التأدب ان أقول لقاتلي.. عذراً إذا جرت يديك دمائي.. أأقول للكلب العقور تأدباً.. دغدغ بنابك يا أخي أشلائي؟.. أو أدعو البغيّ بمريم العذراء؟.. أأقول للمأبون حين ركوعه.. حرماً؛ وأمسح ظهره بثنائي.. أأقول للص الذي يسطو على كينونتي: شكراً على إلغائي.. الحاكمون هم الكلاب.. مع اعتذاري فالكلاب حفيظة لوفاء.. وهم اللصوص العاهرون وكلهم عبد بلا استثناء.. إن لم يكونوا ظالمين فمن ترى.. ملأ البلاد برهبة وشقاءِ.


*كاتب ومفكر – الكويت.




Thursday, 18 March 2021

فلسطين والعرب وخرائط القوة في القرنين 20 \ 21

 


السفير عمر خليفة الحمادي 

قصة إجتثاث أمة في غيبة الوعي والارادة القومية 


1) العرب ضحية التخلف والتجزئة والعدوان في القرن 20


من اغرب ما عرفه التاريخ العالمي ماحل بالامة العربية التي كانت ارض الاديان السماوية ومهد الحضارات القديمة وكرمها الله باخر الرسالات "الاسلام" فبلغته واسهمت في بناء حضارة اخرجت البشرية من الظلام الى النور وتجسدت شخصية حضارية تكونت من العروبة والاسلام، والمفارقة ان هذه الامة عبر مسيرة الحياة لم تحافظ على سر قوتها وهويتها الحضارية حتى تم إخراجها من التاريخ وتم التحكم فيها على يد من شاركتهم ثقافتها بسيطرة تركيا ونقل الخلافة اليها وهو انقلاب تاريخي اسس لتراجع العرب:


* جاء القرن العشرين ونهضت الامم الاوربية وقد ولدت ثقافة تقوم على القوة والتوسع لامتلاك العالم وخدمة لمصالحها، وشهدت بداية القرن العشرين عقد الدول الاوربية بعد تبلور الدولة القومية واتفقوا في مؤتمر لندن 1907 على الاتي:

" ان عدو الغرب هم العرب ويلزم احتلالهم وتقسيمهم. 

" لانهم يملكون من مقومات حضارية لابد من القضاء عليها بمنع وحدتهم وكان العرب وقتها تحت الحكم العثماني. 

" لتنفيذ هذا المخطط قرروا زرع كيان غريب في فلسطين ، وجاءت الحرب العالمية الاولى بين الاوربيين صراعا على المصالح فتم القضاء على الخلافه العثمانية واحتلال العرب. 

" تم اعادة رسم الخرائط ووضعت ما سمي بإتفاق سايكس بيكو 1916 لتكريس تقسيم الوطن العربي بين بريطانيا وفرنسا وكانت كلتاهما فد سبقت الى مباشرة الاحتلال.

" تولت بريطانيا اصدار وعد بلفور 1917 لانشاء وطن قومي لليهود في فلسطين الذين لحقهم اضطهاد في اوربا. 

" تم ممارسة التعسف والعدوان حتى جاءت الحرب العالمية الثانية وتم تاسيس دولة الكيان الصهيوني عام 1948.


* شهد النصف الثاني من القرن العشرين مقاومة عربية قادتها ثورة 1952 بقيادة القائد جمال عبد الناصر فكان المارد العربي الذي اعلنت قيادته وانتشرت الثورات بطول الوطن العربي وعرضه وتحققت اول وحدة عربية في التاريخ الحديث لكن الرد الاستعماري الصهيوني كان قاسيا توج بعدوان 1967 الذي كان هدفه اخضاع مصر ودورها.

" إنتقل القائد عبد الناصر الى بارئه عام 1970 وترك مشروع للتحرير كرسه بحرب الاستنزاف واعداد القوات المسلحة واعداد الشعب المصري والامة العربية وكانت الجماهير في الشوارع تطالب بالتحرير ورد الكرامة للامة العربية، حاول العرب بقيادة مصر الرد وتحرير الارض في حرب 1973 التي اعلن فيها القوات المسلحة المصرية والعربية بلاء حسنا والحقت الهزيمة بالجيش الصهيوني بالمنظور التاريخي، الا ان للسياسة شروطها واملاءاتها فتدخلت الولايات المتحدة وغيرت مسار الحرب وفرضت ما سمي بمسار السلام الذي توج بكامب ديفيد 1979.

* اختتم القرن العشرين بمشروعين متكاملين يعيدان انتاج كل الخطط الاستعمارية السابقة منذ مؤتمر لندن 1907 وهما "مشروع الشرق الاوسط الجديد 1983 بناء على نتايج اتفاقيات كامب ديفيد وهو ما اعطى الامريكان والصهاينة حق تخطيط مستقبل المنطقة باعادة تقسيم المقسم على اساس طائفي وشعوبي وبعدم الاعتراف بالعرب وسيادتهم.

 " ترتب على ذلك انتاج مشروع الابراهيمية الذي استهدف اعادة هندسة المنطقة ثقافيا ودينيا وتم توظيف جامعات ومراكز بحث باشراف اليمين المسيحي الصهيوني بهدف التوصل الى تخليق دين ارضي باسم الابراهيمية بدا العمل بهذه المهمه عام 1990 من اجل حل الصراع في المنطفة بصيغه ثقافيه دينية تقوم على الشراكة بين اليهودية والمسيحية والاسلام على قاعدة التسامح والعيش المشترك.

استنادا الى مرجعية النبي ابراهيم الخليل وهو ما يتطلب صياغة دين ارضي يحتكم اليه مستقبلا استنادا الى ان شعوب المنطفة متدينه ويمكن توظيف فائض القوة من علم وهيمنة لدى القوى الغربية لتسويغ هذا التوجه في منطقة يسودها التخلف لاحكام السيطرة واخراج العرب من التاريخ.


 للحديث بقية 

2 ) كيف يتم تنفيذ هذه الخطط على ارض الواقع المرير